Friday, November 30, 2007


مــابيـن الـحــلـم ... ومطـرقـة الأحـزان
( في ذكرى مذابح صبرا وشاتيلا)
شعر

قــال الــراوي : يـا ســادةُ
فـــي تلـك الـليـــلة مــن شهــر الأحـــزانِ الأســودِ

لــم يـسـطــع قمــــرٌ

لــم تـظــهـر نـجمــةْ

والـريــــح تــوارتْ

وكـــلاب الـسّـــاحة مــا عـادت تنبــحُ

والـدّيــك المعـــلن أنـبــاء قــدوم الفجــرِ

يـقــرّر أن يلغـي هـذي العـادة الأزليّـةْ

بعـض النّـســوة يجـمعــن بقـايـا أثـوابٍ

عـــن حبــل غسيــل متـراخٍ

وهنــا وهنــاك تـراكـض بعـض الأطفــالِ

وامــرأة تــدفـع طفلتهــا نحــو الــــــــــداخــلِ

فـالشّــمس انطفـأت فــي البحـرِ

وظـــلام اللـــيـل يشجّــع كـلّ خفافيـش الغــدرِ

والغــول ، كمــا يُحــكـى ، يأتـي فـي العتمـةِ

يغتــالُ الفـرحـة فــي الســــــرِّ

=====================

صــمت مشحــونٌ بالحـــذرِ

خُطـــواتٌ تُســمَـعُ عــن بعــدٍ

والجـــوّ خـــلا إلاّ مـــن رائحــة طعــام قـرويٍّ

همســات تمســح وجـه الـلّيــلِ

وتـوقـظ فـي النّـفـس صنـوف الفـزعِ

وعلــــى غـــــرّةْ ...

يمتـلـــيء المســـرح بالحـركـــةْ

جثـث تهـوي فــوق الجثـثِ

ورصـاص الحقــد عـديــم النّــظــرِ

طفــلٌ ، امـرأةٌ ، شيــخٌ

حتّـــى قــطّ لا يـعــلـم مــاذا يجـري

فيموء لآخـــر مــــرّةْ

جنـــديّ محتقــن الـوجـــهِ

يصــرخ فــي رعـب بـريٍّ:

"هــذا المتمــرّغ فــي دمـــه يشبـــه ابنــي

ربّـــاه امنحنــي مغفــرةً

أتمنّــــى أن يخــطـيء ظنّــي

هـــل أقتــل يـا ربّــي ابنــي "

( صــيّــادٌ ) آخـــرُ فــي نـزقٍ

يقتــل حبــــلى

فجنــودُ الـرّبّ العـبـريّ تخــاف الأرحــامَ

وتعــلم أنّ الأطفـــال نـواقيـسُ الفجــر ِ

ومـزاميــرُ الـرّبّ العبـريِّ

لهــا رأيٌ آخــرُ فـي النّسـلِ

فيـــا كــلّ الأحــزان تعـالـَيْ

فـالـيـوم تقـرّر عيــد القتـلِ

====================

سبتمبـــرُ ... يــا شهــر الأحـزانِ الأســود

مــا عـادت ذاكــرة الخيبــة تسعفنــا

والنّكســة لا تُخـلـف مـوعـدنــا

هــل نبقــى دومـــاً نتـألّـم

والمــأتــمُ يتـلـوه المـــــــأتــــــــمْ

كــوم الأهـــوال تـربّــع فــوق القـلـب الصّـــديءِ

ومــواعيـدُ الحلـمِ الـورديّ متـاهـاتٌ

وأنـا مــازلـت أراوح بينهــمـــا

ما بيـن الحلــم ِ الـورديِّ

ومطــرقـةِ الأحــزانْ

أتــوارى بيـن جفـون الخجـل الـسّــاكنِ

فــي وجــه الـشّــرف العربــيِّ

أتــساءل ... مـن أيـن يجـيء الحـزنُ

بهــذا الشّـكـل الهمجـيّ

يفــرّخ فــي النّـفـس جــراداً

يستهـدف كــلّ حقــول البهجــة فينــا

وزواحـفَ أسـطــوريّـةْ

تلقــي فـي قلـب الفـرح الأخضــرِ

كــلّ صنـوف الـرُّعـبِ

فيغــادرنـا أقــداحَ بـلا قطـرة مــرحٍ

وأوانــيَ حــبّ مكســـورةْ

====================

ومــن القهــر أتســاءلُ :

هــل دومــاً مطـلـوب منّــــا

أن نــروي ظـمــــأ الحقـــدِ

وشــراييـن الأطفــالِ

ينـابيــعٌ لا تخلـف مــوعـدهــا

فيســوعٌ مـنّـا ، وجــراح يســوع فينــا

ولهـذا تكـثــر فــي صـدري الـصّلـبــانْ

ولهـــذا أجـبــر أن أتســـوّل منكــمْ

يــا سعـداء العـالـم حفنـــة ضـحــــكٍ

فالضّــــحك لـديـنــا

أصـبــح نــوعـاً مــن تـرف عبثــيٍّ

وكمـاليّــات محظــــورةْ

أصـبـحنــا نضحــك بالـصّـدفــةِ

وإذا متنــا ... متنــا صـــدفـــــةْ
====================
لكنّـــي رغــم الوهــن ...

ولأنّـــي أبـــداً لــن أهــزمْ

سيـكــون غــدي ثــأرَ الحــزنِ

وستعـلم أسنــان المنشــارِ

بـأنّــي أبـداً لــن أُقـطــــعْ

وســأحـمــل جــرحـي فــي صــدري

بــركـانـاً يحمــل بـركـانــاُ

فــي زمــن يتنفّـس ثــورةْ

فــي شعـب أبـداً لـن يـركــعْ
=====================

No comments: