Monday, June 27, 2016

إذا بان السبب بطل العجب

 ألا يحق لنا أن نستنتج أن واحداً من بين أسباب عودة العلاقات التركية - الإسرائيليلة، وحجم التنازل الإسرائيلي في هذه الصفقة ( 21 مليون دولار تعويضات لضحايا ماوي مرمرة الأتراك - اعتذار إسرائيلي صريح - مساعدات كبيرة لقطاع غزة)، هو موافقة تركيا على عدم التدخل في الشأن السوري، وعدم العمل على إسقاط نظام الأسد، الحليف الحقيقي لإسرائيل، وذلك بعد أن جربت تركيا ذلك، لكنها ووجهت بالعالم بأسره ضدها، علاوة على محاولات دول الجوار (العراق وسوريا) مدعومة بالولايات المتحدة وروسيا، إقامة كيان كردي على طول حدود تركيا الجنوبية - شمال سوريا - ونقل الإرهاب إلى داخل تركيا؟.

عاهرة نعم، ولكن بأكمام طويلة

الضجة التي يقوم بها العرب على تركيا بسبب عودتها إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل تشبه ضجة العاهرة التي تعيب على حرة أنها تلبس قميصاً بأكمام قصيرة، ويتجاهلون تماماً تطبيع الأنظمة العربية مع إسرائيل والسفارات المتبادلة مع تل أبيب. تركيا بهذا الاتفاق ستقوم بتزويد غزة بكافة احتياجاتها، وستبني محطة كهرباء ومحطة تحلية مياه البحر ومستشفى. لو كنت مكان أهل القطاع لرفعت العلم التركي على جميع المباني المدنية والحكومية شكرًا وعرفاناً لإخوتنا الأتراك. مصري ظريف سألوه عن هذا الاتفاق فقال: يا ريت تركيا تبني في مصر محطة تحلية مياه قبل أن نموت من العطش.

Saturday, June 25, 2016

زميرة إيرانية على أرض عربية

العالم بأجمعه، كالنظام العربي، يقوم ويقعد بسبب وبلا سبب. العالم اليوم يقوم ويقعد لأن الشبيح حسن نصر لله قد قالها صراحة بأن تمويل عصابته يأتي من إيران بالكامل، وكأن حسن زميرة كان يقول بأن تمويله كان يأتي من جامعة الدول العربية ثم تراجع عن ذلك في خطابه اليوم. لا أحد يدري ماذا أضاف نصر الله باعترافه بتمويل إيران لحزبه، وكأن العالم لم يكن يعرف بذلك منذ تأسيس ذلك الفصيل الإيراني على أرض عربية وبدماء عربية.

Wednesday, June 15, 2016

كوميديا دبلوماسية سوداء

عوداً على أنشطة فرسان الخارجية الفلسطينية: فطالما أنهم فشلوا في مجال تخصصهم "الدبلوماسية"، فلماذا لا ينتقلون إلى العمل في مجال "الدبلوماسية الكوميدية" مثلاً، كأن يطلبوا من المندوب الإسرائيلي "داني أرنون" رئيس لجنة القانون الدولي في الأمم المتحدة، أن ينشق عن الحكومة الإسرائيلية، فيعلن أن احتلال إسرائيل للأراضي العربية في حرب 67 هو عمل منافٍ للقانون الدولي، وأن عليها الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتفكيك المستوطنات التي أقامتها على الأراضي الفلسطينية، وتقديم تعويضات عن خسائر العرب في جميع حروبهم مع إسرائيل - طبعاً باستثناء الكرامة تلك التي لا يمكن التعويض عنها -، ويستحسن كذلك أن يطلب من الإسرائيليين العودة إلى البلدان التي جاء منها آباؤهم وأجدادهم. ومقابل هذه الخدمات، يمكن لفرسان الدبلوماسية الفلسطينية أن يعِدوا السفيرالإسرائيلي المنشق "أرنون" بمنحه حق اللجوء السياسي في رام الله، وأن يصبح عضواً في المجلس الوطني، وتزويده بجواز سفر دبلوماسي فلسطيني.
الدبلوماسيون الفلسطينيون الفاشلون فقط هم الجديرون بهذا المقطع السخيف من فيلم هندي سخيف.


خد سلطة رام الله: وردي

منظمة التحرير الفلسطينية (غريب احتفاظها بهذا الاسم إلى الآن)، التي صدعت رؤوسنا بمهارة دبلوماسييها وحنكتهم - من وزير الخارجية رياض المالكي إلى المندوب في الأمم المتحدة رياض منصور إلى ناصر القدوة إلى فرسان التفاوض في أوسلو- هذه المنظمة قد فشلت فشلاً دبلوماسياً تاريخياً ذريعاً عندما صوَّت 109 من أصل 193 دولة لصالح ترؤس إسرائيل لجنة القانون الدولي في الأمم المتحدة، وبحسبة بسيطة نجد أن هذه الدبلوماسية العتيدة لم تكسب إلى جانبها باستثناء 57 دولة التي تشكل المؤتمر الإسلامي، لم تكسب إلى جانبها سوى 27 دولة فقط على مستوى العالم، مع أن سلطة رام الله كانت تتوعد مجلس الأمن أنها سوف تلجأ للجمعية العامة إن فشل في تحقيق التطلعات الفلسطينية.
حتى في الفشل هناك إبداع، وهل أكثر من هذا الفشل الدبلوماسي الفلسطيني إبداعاً في تاريخ الدبلوماسية، وهل يعتقد أحد بأن خد السلطة في رام الله سوف يحمر، وأن جبينها سوف يعرق، فتُفقد المناديل الورقية من الأسواق، أو أن جفنها سوف يرف؟، أبداً، فالفشل يلازم المنظمة والسلطة على السواء منذ ربع قرن، ورغم ذلك فالأمورماشية عال العال.


Friday, June 10, 2016

(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

لستَ بحاجة لأن تكون محلللاً عسكرياً أو خبيراً استراتيجياً، لكي تدرك العلاقة الوثيقة بين النظام السوري وحلفائه مع تنظيم الدولة - داعش -، فعندما كانت داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود لم تكن تقاتل جيش النظام، بل كانت تشتبك مع فصائل الجيش الحر وباقي الفصائل الثائرة على نظام الأسد، ويومها لم يكن بين مواقع تواجد داعش وقصر بشار الأسد سوى مسافة 8 كم (راجع خريطة دمشق على غوغل)، أي أنه كان في مرمى الأسلحة المتوسطة، ورغم ذلك لم تطلق داعش على القصر ولا حتى قذيفة هاون، ثم بعد إرهاقها فصائل أعداء النظام، تم نقل مقاتليها وعائلاتهم، على متن باصات جيت مكيفة أمنتها الدولة السورية، إلى الرقة تحت حراسة الطيران الروسي (الفيديو المرفق). أما أسلوب داعش، فلم نر التنظيم يحتل بلدة موالية للنظام في ريف حمص الغربي، أو في ريف حلب ككفريا أوالفوعة مثلاً، بل اقتصر احتلاله على المدن والبلدات السنية في شمال العراق وشمال سوريا، فقط لكي يشكل ذريعة لتدمير تلك المدن والبلدات، ومن الغريب أنه في كل مرة تُحاصَرُ قوات داعش، يتم حصارها من ثلاث جهات فقط، بينما تترك الجهة الرابعة مفتوحة لكي ينسحب التنظيم منها بعد أن تكون قد دمرت. في الفلوجة استمر احتجاز داعش للسكان المدنيين قبل إحكام حصار الجيش العراقي والميليشيات الطائفية لها، وبعد إحكام الحصار - من ثلاث جهات فقط طبعاً - سمح داعش للمدنيين السنة بمغادرة المدينة، لكي تعتقلهم الميليشيات الطائفية وتنكل بهم.
المشكلة ليست في داعش، فهي مكشوفة كفصيل سوري - عراقي - إيراني شُكِّلَ بهدف التطهير العرقي ضد السنة، لكن المشكلة في أن الكثيرين لم يدركوا هذه الحقيقة حتى الآن، وهم الذي قال الله تعالى فيهم: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) صدق الله العظيم.
https://youtu.be/1rmFipFW7Ig


Thursday, June 2, 2016

بيننا وبينهم،،، مئة سنة ضوئية

سويسرا تشق نفقا في جبال الألب بطول ٥٧ كم لمرور السيارات والقطارات السريعة جدا(٢٥٠كم/ساعة)، ليربط وسط وشمال أوربا بجنوبها، واستغرق بناؤه ١٧ سنة بتكلفة ٢٣ مليار دولار، ومع ذلك لم نسمع باحتفالات سويسرية وطنية وهتافات (تحيا سويسرا)، وصور رئيس وزرائها، بينما شق قناة بطول ٣٥ كم، وبكلفة تكاد تقترب من نصف تكلفة إنشاء النفق المذكور، وبزمن أقل من ٥٪ من زمن إنشاء النفق، فتقام الاحتفالات والأفراح، والليالي الملاح بمناسبة افتتاح القناة واعتبارها إنجازا هندسيا فذا، وإضافة مذهلة لاقتصاد الوطن التعيس، وترتفع صيحات (تحيا مصر). بيننا وبين العالم المتمدن مسافة لا تقل عن مئة سنة ضوئية (السنة الضوئية = ٩ ترليون كم،،،فقط).