Wednesday, January 6, 2010

العقد المجنونة ... لا تفكها إلا الحلول المجنونة
مقدمـــة: ماذا نسمي الوضع الذي يعيشه العرب منذ أربعة وتسعين عاماً(1916-2010) سوى وضع مجنون، بل ربما كانت هذه الكلمة عاجزة عن توصيف الوضع العربي بما يليق به من ازدراء واحتقار. نعم، فمنذ قامت عصابة من العربان بقيادة أشقر اسمه (لورنس ) بالتمرد على أولياء نعمتهم، العثمانيين، الذين حموا بلاد الشام والعراق على مدى 400 سنة، وبتعاون وتنسيق مع القوات البريطانية بقيادة الجنرال أللنبي، القادمة من مصر، دخلت هذه العصابة بلاد الشام عام 1917، وأنزلت العلم العثماني عن أسوار القدس، رافعة مكانه علم بريطانيا، وبينما كانت الحامية العثمانية تدافع عن البلدة المقدسة، كانت رصاصات العربان من الخونة داخل المدينة تطلق النار على ظهورأفرادها الأبطال، فيسقطون مخضبين الأرض المقدسة بدمائهم الزكية.منذ ذلك الحين بدأت قصة الذل الذي عاشته وتعيشه هذه الأمة التي تسير بلا بوصلة في متاهات مظلمة وبحار هائجة، إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من وضع لا يمكن لمفردة في لغة الضاد أن توصّفه.إذن نحن نعيش عقدة مجنونة، وكما يقول العنوان لا بد لها من حل مجنون.
الحل المجنون : ربما كان أجمل مشهد رأيته على شاشات الرائي- وقد كنت أحلم به منذ زمن- مشهد العلم التركي يرفرف فوق أرض غزة بعد دخول قافلة شريان الحياة إليها، فبرفع هذا العلم تعود ذاكرة الأمة حوالي القرن من الزمن إلى الخلف عندما كان العلم التركي يرفرف فوق بلاد الشام والعراق، والحل المجنون الذي أقترحه موجه للجانبين الفلسطيني والتركي:
فإلى الفلسطينيين أقول:ماذا أخذتم من التمرد العربي على الأتراك سوى ضياع فلسطينكم ومسجدكم الأقصى، ومؤخراً تجويعكم على يد أبناء جلدتكم، إلى حد دفع بأبناء الغرب كي يهبوا لنجدتكم؟. وإلى السلطة في غزة التي تقول بأنها ممثل شرعي للشعب الفلسطيني أقول: لماذا لا ترفعون أعلام تركيا فوق قطاعكم المحاصر، بل وعلى ضفتكم المحتلة الممزقة بالمستوطنات – كما فعل أتراك قبرص من قبل-، وتوقعون مع الأتراك اتفاقية شراكة استراتيجية- كما فعلت سوريا- حتى ولو وصلت إلى حد نزول قوات تركية على أرض فلسطين (لم لا وأرض العربان مليئة بالقواعد والجيوش الغربية، ولا أحد أحسن من أحد)؟، ولا تكونوا بلهاء كباقي العرب الذين يتمسكون باستقلال مزيف تحت أعلام إقليمية مزيفة وبخنوع تام للإملاءات الصهيونية،،،قوموا بتصرف يخترق كل النظام العربي التافه السائد الآن، ولتذهب العرب العاربة والمتعربة والمستعربة إلى الجحيم، ولتشرب مياه كل بحار العالم.
وإلى الأتراك أقول: ألا تشعرون بضرورة عودتكم إلى أرض آبائكم وأجدادكم، الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل الدفاع عنها لمدة أربعمئة سنة ، ومئات الآلاف منهم مدفونون في ثراها، وهل كانت قبرص التركية أحق بنزول قواتكم على شواطئها في العشرين من يوليو- تموز-1974 لكي تحموا الرعايا الأتراك من التطهير العرقي الذي كان يمارسه القبارصة اليونانيون ضدهم؟ ألا ترون التطهير العرقي والقتل والتجويع الجماعي ضد رعاياكم السابقين من عرب فلسطين؟ أليس بينكم الكثيرون ممن هم من أصول عربية، مثلما أن الكثير من العرب هم من أحفاد رعايكم العثمانيين منذ اقل من مئة سنة؟. ثم، إذا كانت إسرائيل تقول أنها انسحبت من غزة، فما هو حكم المياه الإقليمية قبالة شواطيء القطاع؟، أليست مياهاً تتبع قطاع غزة، وبالتالي يحق للسفن التركية- بنوعيها المدني والحربي-أن ترسو في مينائه،،،، ولو تابعنا الحل المجنون بعد رفع العلم التركي على أرض الضفة والقطاع، ألن تستطيع السفن التركية تجاهل الحصار والرسو في ميناء غزة لفك الحصار ونقل المؤن إلى المجوّعين داخله من الرعايا العثمانيين- سابقاً!!!!-؟ دون الاعتماد على عرب تخلوا عن عروبتهم بمحض إرادتهم، من الذين قال الله فيهم:( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون ).
سيقول المخلفون من الأعراب هذا هراء وجنون، فلهم أقول: أليس ما يجري على أرض العرب جنون بجنون، وأخيراً: أليست العقد المجنونة بحاجة إلى حلول مجنونة؟؟؟؟؟؟