Thursday, January 23, 2014

ف ، ح ، و (فلسطينيون حملة وثائق)

أحياناً يكون قول الحقيقة من الغرابة بحيث يصل حداً يشبه الأسطورة، فتقع في نفس سامعيها بين مصدق ومكذب ومحايد، ومن ذلك أنه لا يمكن لأي مخلوق على سطح الأرض أن يعلم حجم معاناة الفلسطينيين من حملة وثائق السفر سوى أولئك الذين عانوها. والأمثلة الواردة التالية هي عينة من مشاهدات وتجارب شخصية، وهي غيض من فيض، فالقصص المتداولة عن معاناة الفلسطينيين على الحدود العربية – العربية هي كقصة الحيّة، كما يقول إخواننا البدو: إذا بدأت لا تنتهي.
 من ذلك مثلاً أن الأردن العظيم يتعامل مع هؤلاء الفلسطينيين من حملة الوثائق ( وللاختصار سوف أشير إليهم بالأحرف ف ح و )، يتعامل معهم ببساطة، على أنهم مجرد مخلوقات ضعيفة، لا حول لها ولا قوة، هي منزلة وسط بين البشر والهوام، حيث أن تأشيرات المرور المسبقة التي تطلب منهم لعبور أراضي الأردن المقدسة! إلى سوريا ولبنان، يأخذ استصدارها من السفارات الأردنية أسابيع طويلة، فإن أعطوها شكروا وحمدوا، وإن حرموا منها، حوقلوا واسترجعوا وركبوا الطائرات، وعندما كان الحظ يبتسم للبعض منهم فيحصلون عليها، كان هؤلاء (ف ح و) القادمون من دول الخليج، يجبرون أحياناً على التجمع بسياراتهم على شكل قافلة، تنطلق من الحدود السعودية – الأردنية إلى الحدود الأردنية - السورية، محروسة بسيارتَيْ أمن في مقدمة ومؤخرة القافلة، طبعاً حرصاً على أمن الأردن!.إذ أن البحوث الجنائية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه المخلوقات شريرة بالفطرة، لذا وجب الاحتياط والحذر منها.  في هذه الأثناء ربما كان بعض السياح الإسرائيليين، الذين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول إلى الأردن العظيم!، يأخذون الصور التذكارية لهذه القافلة الفلسطينية، أو في ربوع جرش والبتراء، أو على شاطيء العقبة.
وللإنصاف، لا يعامل الأردن الكريم! فقط (ف ح و) بمثل هذه المعاملة الأخوية!، بل تشترك معه في ذلك معظم الدول العربية. 400 عائلة من الـ (ف ح و) الذين طردوا من بغداد بعد غزوة بوش الثاني عام 2003 ، فقط لأن صدام حسين بنى لهم حي البلديات ذا السكن النظيف في بغداد، مكثوا على الحدود العراقية السورية سنوات وسنوات دون السماح لهم بدخول سوريا، وهي التي استضافت حوالي المليون عراقي، إلى أن تكرم الإخوة! في كندا والأرجنتين والتشيلي بمنح بعضهم حق اللجوء إليها، وأعتقد أن البعض الباقي منهم  مازال على حدود البلدين العربيين حتى اليوم! يأكل الرمل، وتضع نساؤهم حملهن كما كانت البدويات يفعلن في جوف الصحراء منذ بدء الخليقة، أما البامبرز والكورن فليكس وأنواع الشوكولاته والألعاب، فلا يعرف أطفالهم عنها شيئاً، أولئك الذين منَّ الله عليهم، من بين أطفال العرب، أنهم ولدوا وقد لوحت جباههم شمس الصحراء العربية المجيدة!.
هذه المعاملة الكريمة! للإخوة (ف ، ح ، و) ليست بجديدة على العربان، ففي عام 1972 ، أي منذ 42 سنة بالتمام والكمال، قابلت، وأنا في طريقي إلى الجزائر، شاباً فلسطينياً على الحدود المصرية الليبية، كث الشعر، طويل اللحية، بدا عليه الإعياء من طول انتظار، وكان لسوء حظه وغضب والديه عليه! يحمل وثيقة سفر مصرية، أخبرني الرجل أنه مازال هنا على الحدود منذ أسبوع، وكانت مشكلته أنه خرج من مصر دون الحصول على تأشيرة عودة إليها، وفي نفس الوقت كان قد صدر مرسوم ليبي يقضي بعدم دخول فلسطينيي غزة إلى ليبيا بدون تأشيرة عودة إلى مصر، فلا الإخوة! المصريون سمحوا له بالعودة إلى القاهرة لكي يحصل على تأشيرة عودة لأنه  ببساطة لا يمتلكها، ولا الإخوة! الليبيون أدخلوه إلى ليبيا لأنه ببساطة لا يملك تأشيرة عودة إلى مصر، وقد راوح المسكين بين نقطتي الحدود على مدى سبعة أيام: الليبيون يقولون له: (اذهب إلى النقطة المصرية، فلا بد سيقدرون موقفك ويدخلونك لأنك تحمل وثيقة مصرية)، أما المصريون فيقولون له: (آسفين يا بيه دي تعليمات، اذهب إلى الإخوة الليبيين، فهم قوميون عروبيون يؤيدون القضية الفلسطينية، ولا بد سيقدرون موقفك ويدخلونك). وبلا جدوى، فقد وضع الليبيون في الأذنين طين، ووضع المصريون في الأذنين عجين، وأحسب، والعلم عند الله، أن ذلك الشاب – الشيخ الآن - مازال هناك إلى هذا اليوم، يرعى الأغنام والإبل مع قبيلته التي ولد أفرادها وترعرعوا على أرض صحراوية قاحلة بين قطرين عربيين شقيقين!!!، واللطيف في الأمر أن الصفحة الأولى في وثيقة سفره المصرية تحمل مناشدة حازمة من وزير داخلية جمهورية مصر العربية إلى سلطات الحدود أينما كانت أن تسهل مرور حامل الوثيقة، طبعاً باستثناء السلطات المصرية، حيث تحمل الورقة الأخيرة من الوثيقة – اللعنة، تنبيها يقول بأنه لا يسمح لحامل هذه الوثيقة العودة إلى مصر بدون تأشيرة عودة ، أما أنا فقد كنت محظوظاً، خائفاً على نفسي من حسد الأخ الغزاوي!، فقد سمح الليبيون لي بالدخول إلى ديارهم العامرة، إذ كنت أحمل وثيقة سفر سورية تمنحني، بكرم بالغ لانظير له، حق العودة إلى سوريا دون الحاجة إلى تأشيرة عودة ( تصفيق حاد).
في سبتمبر عام 1973، دخلت الجزائر بسيارتي قادماً من تونس عبر منفذ (غار الدماء)، وبعد إنهاء إجراءات الدخول، طلب موظفو الجوازات الجزائريون من القادمين الفلسطينيين فقط الانتظار وعدم المغادرة، وبعد أن تجمع لديهم عدد من الإخوة! ( ف ، ح ، و )، انطلق الموكب المهيب! تتقدمه سيارة شرطة جزائرية وخلفه سيارة أخرى. شعر جميع الفلسطينيين بأنهم يحظون باستقبال مميز كأنهم دبلوماسيون أو أبطال فاتحون، إلى أن وصل الموكب إلى قيادة الشرطة في مدينة (تبسّة)، وهناك احتجزنا عدة ساعات دون أن نعرف السبب قبل أن يسمح لكل منا بمتابعة سفره إلى وجهته على الأرض الجزائرية، أرض المليون شهيد!. لم نتبين سبب هذه الإجراءات المعقدة التي اختصوا بها (ف ح و )إلا بعد أن علمنا أنه في نفس ذلك اليوم، الخامس من سبتمبر 1973، كان هناك افتتاح القمة الرابعة لدول عدم الانحياز بحضور 57 رئيس دولة في الجزائر العاصمة، تلك التي تبعد عن الحدود التونسية – الجزائرية مسافة تزيد على 750 كم، فهل كانت هذه الإجراءات حماية لزعماء دول عدم الانحياز من إرهاب الفلسطينيين!؟، أم كانت لحماية الفلسطينيين من بطش زعماء دول عدم الانحياز؟، وإلى هذا اليوم لا أملك جواباً شافياً على هذه التساؤلات.
  هل يصدق أحد هذه الروايات؟، بالطبع لا، فليس بعاقل من يصدقها، بل عليه أن يقول بأنها مجرد أوهام في خيال كاتب حاقد، دبجها لكي ينتقد بها نظاماً قومياً عربياً متماسكاً، وربما كان هذا الكاتب ماسونياً أو عميلاً للصهيونية والإمبريالية، أو غيرها من التهم التي تكال في العادة لمن يجرؤ على قول الحقيقة، كما أن من لا يصدقها معذور، لأنها تبدو وكأنها قصص بذيئة مغرضة من قصص الخيال القومي!.
دأبتُ منذ فترة طويلة على القول بأن المنطقة العربية تضم ثلاثة عناصر متمايزة، لا رابط بينها يجمعها: عرب ويهود في الأساس، وفلسطينيون على الهامش، ومن يعتقد بأن (ف ح و) هم إخوة للعرب، يكون كمن يقول بأن الخراف هي إخوة للذئاب.
فعلاً: هي أنظمة عربية لا تستحي، ولكن المثل الدارج أعطاها فسحة لكي تتصرف كما تشاء، فقال: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت.
يناير 23 2014

Wednesday, January 22, 2014

تفرعن، فلم يجد من يرده

تفرعن، فلم يجد من يرده
أمام تخاذل المجتمع الدولي وغيابه عن الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب السوري، علينا أن نعترف بأن كلمة وليد المعلم في افتتاح مؤتمر جنيف كانت إنجازاً لافتاً للديبلوماسية السورية، فرغم عجرفة وليد المعلم، وخرقه للبروتوكول القاضي بالتحدث 10 دقائق فقطـ ، إلا أنه ضرب بعرض الحائط جميع الأعراف الدبلوماسية، وألقى محاضرة مطولة مليئة بالمغالطات والعنطزة الفارغة وكأنه يخاطب تلاميذ في المرحلة الابتدائية، أو كأنه ورئيسه يستطيعان مثلاً زيارة مدينة سورية، أية مدينة سورية من شمال الدولة إلى جنوبها، وبدا أمام العالم بأسره وكأنه فرعون، ذاك الذي تفرعن لأنه لم يجد أحداً يرده، حيث لم يجد المعلم في الحضور من يجرؤ أن يسأله لماذا إذن حضر إلى هذا المؤتمر طالما عنده كل هذه العزيمة والاعتداد بالنفس. بصراحة، ورغم غبائه الموروث أباً عن جد، لكنني قدرت له شجاعته هذا اليوم. أما الحديث عن المؤتمر الصحفي لمسيلمة الجعفري، فغني عن التعليق، لأن التعليق على المهزلة هو مهزلة بحد ذاته. 

 
 
 

من المسؤول، مرسي أم السيسي

من المسؤول، مرسي أم السيسي
في حمأة ما جري ويجري على أرض الكنانة منذ حوالي الثلاث سنوات، ونظراً لحساسية ما يود البعض وصف الكتابة فيه بأنه (تدخل في الشأن المصري)، لا بد من القول أن ما يجري داخل أي بلد عربي هو مهم بالضرورة لجميع العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، رغم أن هذا المصطلح الستيني (منذ أيام ستينيات القرن الماضي) قد فقد بريقه وبهاءه تحت وطأةِ إقليميةٍ عربية بغيضة، بحيث أصبحت شؤون كل قطر عربي لا تخص سوى أهله فقط، أما باقي العرب، فينبغي عليهم التعامل مع هذه الشؤون وكأنها تخص بلداً آخر في كوكب آخر.
ما تعيشه مصر منذ ثلاث سنوات، والشرخ الذي ضرب بنيتها الاجتماعية والسياسية - وهي التي كنا نفاخر بأن مجتمعها هو في التماسك واللحمة من أرقى المجتمعات العربية، بل وعلى مستوى العالم – هذا الواقع غيّر حال المجتمع المصري هذه الأيام، وجعله لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً. ولي أن أقرر منذ البداية، وبالدليل القاطع، أن ما تمر به مصر الآن لم يتسبب فيه الرئيس المعزول محمد مرسي، ولا وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وتفصيل ذلك أن تشرذم القوى السياسية المصرية في أعقاب سقوط نظام مبارك، وتكالبها على السلطة لغايات شخصية بحتة، وبتجاهل تام لمصلحة الوطن والشعب، قد ألقى البلاد في هذه الأزمة التي عليها يتوقف مستقبل مصر على المديين: القصير والمتوسط.
عندما تخلى مبارك عن السلطة، انتقل تسيير الأمور في البلاد إلى المجلس العسكري لمدة أربعة أشهر، أصدر خلالها هذا المجلس مراسيم دستورية كان لها الأثر السلبي على الحياة السياسية المصرية، وربما كان من أخطر تلك القرارات، التساهل الذي منح من يحصل على عشرين ألف توقيع فقط من خمس عشرة محافظة مصرية، منحه الحق في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا ما فتح الباب واسعاً أمام ترشح عدد كبير لمنصب الرئاسة، ذلك أن نسبة العشرين ألف هذه لو قسمت على سبعين مليون، عدد الشعب المصري، لوجدنا أن ذلك يعني ما نسبته حوالي ثلاثة من كل عشرة آلاف، وهي نسبة ضئيلة جداً يستطيع أي شيخ غفر أن يحصل عليها، ومن ثم يترشح لرئاسة الجمهورية. نتج عن ذلك ترشح ثلاثة وعشرين شخصية لمنصب الرئاسة، وبعد استبعاد لجنة الترشيحات عشرة منهم لأسباب ارتأتها، بقي في السباق ثلاثة عشر مرشحاً (يؤمن البعض بأنه رقم مشؤوم، بدليل ما حصل بعده)، وقد كان من  أبرز المرشحين أحمد شفيق مرشح المجلس العسكري ورئيس وزراء مبارك، ومحمد مرسي عن الإخوان المسلمين، وحمدين صباحي عن القوميين والناصريين، وبمراجعة نتائج انتخابات الدورة الأولى، يتبين حجم الكارثة التي سببتها كثرة عدد المرشحين، وبالتالي تشتت أصوات الناخبين أمام أحمد شفيق ومحمد مرسي، أما حمدين صباحي فقد جاء في المركز الثالث بعد المذكورَيْن، وبحسبة نتائج الدورة الأولى، يتبين أنه لو اتفقت قوى اليسار والقوميين والناصريين والليبراليين على دعم حمدين صباحي، لفاز بالمركز الأول من الدورة الأولى، متقدماً على مرسي وشفيق.
في الجولة الأولى كانت النتائج كالتالي (نقلاً عن بوابة الأهرام، وأهرام أون لاين):
محمد مرسي: 24.78%
أحمد شفيق:   23.66%
حمدين صباحي: 20.72%
بينما حصل العشرة الباقون على النسبة المتبقية وهي 30.79% ، أي بمتوسط قدره حوالي 3% لكل منهم، ولو تنازل أولئك العشرة عن أصواتهم لحمدين صباحي مثلاً، لفاز بالرئاسة من الدورة الأولى بنسبة 51.51% حيث أن نسبة ما فوق الخمسين بالمئة تؤهل الحاصل عليها للفوز بالرئاسة من الدورة الأولى دون الحاجة لدورة إعادة، وعندما تتفحص نتائج العشرة الباقين، (باستثناء عبد المنعم أبو الفتوح 17.47% وعمرو موسى 11.13%)، تذهل عندما ترى أن نسبة المصوتين للثمانية الباقين منهم لم تزد على 1% لكل منهم (أقل مرشح عبد الله الأشهل 05.%، وأكثر مرشح محمد سليم العوا 1.01%).
هذه الدراما السوداء البائسة في التهافت على منصب الرئاسة، وبالتالي تشتت الأصوات، دفع المصريين إلى ترجيح الدولة الدينية مع محمد مرسي على الدولة البوليسية مع أحمد شفيق، وكنت قد ذكرت في مقال سابق أنه من سعد المجتمع المصري وحسن حظه أن يصل الإخوان إلى الحكم فيفشلوا، كما فعلوا، فيستريح الناس من هذا الصداع المزمن المسمى (الدولة الدينية).
الآن أعتقد أن كل من قرأ المقال يتفق معي بأنه لا محمد مرسي مسؤول عن حالة التردي التي وصلت إليها مصر، بل هي النخبة السياسية المصرية الفاشلة التي أوصلته بسبب تشتتها إلى الرئاسة، تلك النخبة التي لم تستطع قراءة الواقع السياسي على حقيقته، فأودت بالبلاد في هاوية صراع مخيف سخيف على  مطامع دنيئة، وغايات بذيئة، ولا عبد الرحمن السيسي أيضاً مسؤولٌ عن هذه الحالة، لأن فشل الإخوان في الحكم هو الذي دفعه إلى القيام بما قام به، تحت ضغط شعبي لا يمكن تجاهله.
الختام يستوجب مني الاعتذار من الإخوة المصريين عن كتابتي في الشأن المصري، وتدخلي فيما لا يعنيني – مع أنه بالتأكيد يعنيني -، لكن طالما أن المصريين يفتأون يرددون أن مصر هي (أم الدنيا)، وبما أننا نحن العرب من سكان هذه الدنيا، فذلك يعني أن مصر أمنا جميعاً، أما إذا كان لدى البعض من شعب أرض الكنانة رأي مخالف، فهذا شأنهم، لا ألتفت إليه، ولا أهتم به.

20 يناير 2014        

Sunday, January 19, 2014

غزة مصر، مصر غزة

غزة مصر، مصر غزة
في حمى الصراع السياسي المصري الداخلي على السلطة، على إخوتنا المصريين ألا ينساقوا بشكل أعمى وراء مواقف الحكومة المصرية تجاه قطاع غزة، فقطاع غزة هو خط الدفاع الأول عن مصر، ففي خمسينيات القرن الماضي، رعى نظام عبد الناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام56، ساهمت القوات المصرية المرابطة فيه، إلى جانب المقاومة الفلسطينية، في تأخير تغلغل الإسرائيليين في سيناء، مما سمح بانسحاب منظم للجيش المصري منها للمرابطة في قناة السويس للدفاع عنها ضد الإنزال الفرنسي البريطاني.
وإلى إخوتنا الأقباط المصريين: لقد مر المسيح عليه السلام مع أمه مريم العذراء من غزة أثناء ذهابهم إلى مصر وإيابهم منها، وحيث مر المسيح عليه السلام فالأرض مقدسة، فعليكم ألا ترضوا بإهانة سكان الأرض التي مر عليها سيدنا المسيح عليه السلام، كما أن لكم إخوة مسيحيون فلسطينيون في قطاع غزة.
وإلى الذين يريدون معرفة علاقة غزة بمصر، عليهم أن يشاهدوا الحلقة العاشرة من مسلسل (فرقة ناجي عطا الله)، وهي متوفرة على اليوتيوب، ليروا كيف أن الأنفاق لا تستخدم لتهريب السلاح والمخدرات كما يدعي البعض (الذين وصل بهم الأمر حد التهديد بقصف القطاع بالمدفعية والطائرات)، بل تستخدم لإدخال الطعام والكساء لسكان القطاع، ولإدخال الأبطال المصريين في طريقهم إلى تل ابيب، وكذلك ليعلموا كيف استقبل سكان القطاع إخوتهم المصريين، وكيف رفض أبو طارق مبلغ الدولارات الذي قدمه له (ناجي بيه) مقابل إقامته مع فرقته في البيت الفلسطيني. هل سيقول عادل إمام أنه كان يكذب عندما قام بتمثيل ذلك الدور؟، لا أعتقد. على المصريين أن يدركوا أن هروبهم من بين فكي الضبع الإخواني، لا ينبغي أن يلقي بهم بين أنياب النمر العسكري، أقول هذا لأن انتمائي المصري العروبي الناصري يفرض عليّ قوله، ولا يزاودنَّ أحد عليَّ في حب مصر، ولا حتى جمال عبد الناصر نفسه.
الأنظمة والأشخاص والصراع على السلطة جميعها إلى زوال، أما مصر وغزة، فباقيتان إلى الأبد.

19 يناير 2014
    

Saturday, January 18, 2014

دستور من خاطرك


على هامش الاستفتاء على الدستور المصري 
(السيسي):
أعلنت النتيجة أن نسبة الموافقين على الدستور هي 1و98% . كنا متوقعين 99%، نفس النسبة المفضلة زمن حكم حسني مبارك، لكنني متأكد أن المخابرات المصرية تفتش الآن عن الواحد فى المئة، ولازم يمسكوه. أحد أصدقائي المرحومين كان يقول تعليقاً على نتائج الاستفتاءات زمن الراحل عبد الناصر: (لو أن رب العالمين نزل في انتخابات فلن ينال هذه النسبة -أستغفر الله العظيم). بالمناسبة، لم يكن عبد الناصر كما يقال هو الذي بدأ نسبة 99%، بل فعلها قبله الإنكليز عندما أخذوا قطعة الشطرنج المسماة (الملك فيصل الأول) عام 1920 من دمشق إلى بغداد، ثم أجروا استفتاء بين العراقيين على قبوله ملكاً عليهم، وأعلن الإنكليز النتيجة 99% ، ولا يزال المؤرخون إلى اليوم في حيرة من أمرهم: أين ذهب الواحد في المئة؟، البعض يقول أنه كان في الحج، والبعض الآخر يقول أنه لضرورة الديمقراطية.ههههه..