قليل من التدبُّر
|
غريب وطريف حقاً أن ينجر إعلاميون ووسائل إعلام محترمة إلى أفخاخ لفظية مضحكة، فتراهم يجترونها إلى حد لا يمكنهم الفكاك منها أو التفكير في سذاجتها، بل - وبلا مؤاخذة - بلاهتها، من ذلك: |
قليل من التدبُّر
|
غريب وطريف حقاً أن ينجر إعلاميون ووسائل إعلام محترمة إلى أفخاخ لفظية مضحكة، فتراهم يجترونها إلى حد لا يمكنهم الفكاك منها أو التفكير في سذاجتها، بل - وبلا مؤاخذة - بلاهتها، من ذلك: |
ابشر بطولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ
|
مع أنني أعيش بعيداً آلاف الأميال عن أرض الرباط، ومع أن الزمن لم يمن عليَّ بإلقاء ولو حجر واحد على قوات الاحتلال، غير أنني لم أشعر بالأمن والاطمئنان على دماء الشعب الفلسطيني، إلا بعد أن أطل علينا السيد نمر حماد - مستشار الرئيس الفلسطيني المنتهية صلاحيته - على شاشة فضائية عربية، وهو يرتدي ملابس أنيقة، كنت أتمنى اقتناءها منذ زمن وعجزت، وأتمناها لكل حبيب وعزيز. أطل علينا المستشار الهمام لكي يطمأنني ويطمئن الشعب الفلسطيني- والأهم من ذلك، لكي يطمئن الشعب الإسرائيلي والمستوطنين خاصة - بأنه (لا انتفاضة بعد اليوم، بسبب الضرر الذي ألحقته الانتفاضتان السابقتان بالشعب الفلسطيني!)، فلا خوف ينبغي أن يتسرب إلى نفوس المستوطنين من تحرك جديد يقوده السيد نمر، حتى ولو فشلت المفاوضات المباشرة الحالية! ويرى سعادته (استمرار النضال بوسائل أخرى)، وليته أخبرنا ما هي تلك الوسائل التي يقصدها، طالما أنه ينفي كونها مقاومة مسلحة أو انتفاضة سلمية. حجم تطمينات سلطة رام الله للاحتلال يتزايد يومياً إلى أن وصل إلى حد تحريم العودة للانتفاضة السلمية، وكم كان بودي لو سألته محاورته عن الأذى الذي ألحقته الانتفاضتان السابقتان به أو بأحد من عائلته أو أصدقائه، أو عن وسائل النضال التي ابتكرها، بل أود أن يزيح أحد ما الستار عن الخلفية النضالية لهذا الهمام، الذي يستكثر على الفلسطينيين القيام بانتفاضة ثالثة، (وبدافع الفضول، أدخلت اسمه على محرك غوغل للبحث، فأعطاني معلومات عن الرجل، أربأ أن أذكرها على صفحات جريدة محترمة). وإذا كان المستشار يستمد صفته في العادة من صفة الرئيس الذي يستشيره، فمن المنطقي أن نصف السيد حماد بالمستشار المنتهية صلاحيته، والباطل مفعوله، وإذا كان رجل مثل هذا يعمل مستشاراً عند عباس، فلنا أن نتوقع ما هو أعظم وأخطر مما رأيناه على أيدي قطعان أوسلو الضالة. ترى لو انقطعت رواتب السيد حماد المصروفة له باليورو والدولار من الأموال التي تستجديها السلطة من الدول المانحة لصالح الشعب الفلسطيني، وقبل ذلك ثمناً لتنازلات سلطة رام الله السياسية، فهل كان السيد حماد سيستمر في تقديم استشاراته (القيّمة!) لرئيسه البائس؟ |
أمٌ أم زوجةُ أبٍ
|
عندما تمنيت أن يأكلني الدب القطبي
|
سمعت من أساطير قبائل الأسكيمو، التي تعيش في الدائرة القطبية الشمالية، أنهم كانوا إذا شاخ الرجل أو المرأة عندهم، فإنهم كانوا يضعونه في قارب عائم على سطح المياه التي ذاب جليدها بفعل ارتفاع درجة حرارة الصيف، ثم يدفعونه باتجاه المنطقة التي يعيش فيها الدب القطبي لكي يأكله. أتذكر هذه الأسطورة كلما قرأت إعلاناً عن مسابقة ثقافية في القصة القصيرة، فأول مرة صادفت هذا الإعلان، استبشرت خيراً وقلت في نفسي: (ها قد جاء الفرج بعد طول انتظار، ولا بد أن تكون قصتي هي القصة الفائزة)، وبدأت بمطالعة شروط المسابقة: |
على من تقرأ مزاميرك يا داوود
|
ذكر الله تعالى اختلاف ألسنة البشر وألوانهم، ووصفه بأنه من آياته: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين-الروم22) ، ومن يصغي بتمعن إلى اختلاف اللغات بين بني البشر، يوقن بأن ذلك من آيات الله بحق، وكون اللغة هي الوسيلة اللفظية لتفاهم الناس مع بعضهم البعض، وتبادل الأفكار بينهم، فإن رقي اللغة يتناسب مع رقي أصحابها الذين يستعملونها، بل لنقل بأن قدرة الناس على التقدم والتحضر تنعكس تقدماً وتحضراً على لغتهم، وهذا واضح في تطور اللغات من البدائية إلى ما هي عليه اليوم، خاصة لدى الشعوب التي أحرزت تقدماً أدبياً وعلمياً كما هو الحال مع اللغات الأوروبية. |
الرئيس الخبير في علم التخدير
|
مثلي مثل غيري من الكهول، قضيت في المستشفيات أوقاتاً أطول من تلك التي قضيتها منذ بداية دراستي ما قبل الابتدائية إلى أن انتهيت من دراستي ما بعد الجامعية، وابتلعت من الدواء أكثر مما تناولت من الطعام، ورقدت على الأسرة البيضاء أكثر مما غفيت في غرفة نومي، لكن أجمل تجربة لي في هذا المشوار الطويل مع المرض، كانت تجربة الخضوع لعملية التخدير، تلك التي تسبق أخذ خزعات من أنسجة الجسم بغية معرفة ما إذا كنت أنحدر من سلالة الاسكندر المقدوني أم من عشيرة جنكيز خان، أو لاستئصال عضو تعطل نتيجة مرض تسلل إلى جسدي بينما كنت مشغولاً بالكتابة عن المآسي والهموم التي تسللت إلى جسد الأمة. أجمل ما في عملية التخدير أنها توقف زمن المريض، وتخرجه من عالمه، وتكبت ألمه، حتى لو كانت المشارط والسكاكين تغوص في أعماق قلبه وأحشائه. |
إعدام صدام حسين
|
لا أعلم بالضبط أنه قد تم نقل مشهد إعدام رئيس دولة داخل عاصمته كما حصل للرئيس الراحل صدام حسين، ولكن ما أعلمه يقيناً أن أعداء الرجل قد قدموا له أعظم خدمة وذلك قبل أن تنتهي حياته بثوان قليلة، وذلك بالنقل المباشر لعملية الإعدام، ولو توقع هؤلاء الحاقدون أن يقف الزعيم الراحل رابط الجأش صلب العزيمة طليق اللسان أمام حبل المشنقة، لما حرصوا على نقل عملية الإعدام على الهواء مباشرة، مقدمين له بذلك خدمة العمر. |