Thursday, May 31, 2012

جهل مسلمين بالذكر الحكيم/وليد الحلبي

جهل مسلمين بالذكر الحكيم/وليد الحلبي: وليد الحلبي
من المؤكد أنه لا اشتباه ولا تشابه بين رسالة سماوية من لدن حكيم خبير، ومبدأ وضعه بشرٌ ممن خلق، ...

Sunday, May 27, 2012

عاشق الأحلام/قصة:وليد الحلبي

عاشق الأحلام/قصة:وليد الحلبي: وليد الحلبي
منذ هبط هذه البلاد وعلم أن فيها فرصة للثراء السريع عن طريق شراء أوراق الحظ، ما فتيء ينفق كل ...

Wednesday, May 23, 2012

امرأةٌ ،،، ولا كلُّ النساء (شعر)




مذ أبحرتِ بلا عودةْ
ذابت عيناي وأنا أبحث عن أنثى تشبهك
ولو في الحلم
ضيَّعت ليالٍ من عمري
وأنا أحلم بامرأة  تأخذني
تطويني بين جوانحها
 تنعش ذاكرتي ،تأسرني
تؤويني في عينيها ،
تقنعني أنك واحدة  مثل نساء الأرض
واحدة منهن .. ولا أكثر
حتى أرتاح قليلاً فوق وسادة زمني
===============
ساحرةٌ - ذات مساء - زارتني في نومي
نفشت ذاكرتي ، حملتني فوق جناحيها
أخذتني عبر بحار من عسلٍ
وزنابِقَ بِيضٍ
وسحائِبَ من بخورٍ
وقنانِيَ عطر مختومة
ما فيها ذكرني بالعطر المتفوِّحِ من خِّدك
يا آسِرَتي
حين سرقنا أول قبلة
و أنا - واللهفة  تغريني -
ما زال الأمل يناغيني
أن تقدر ساحرتي  أن تهديني
من تنسيني
غصة شوق في صدري
وتعلق في عنقي أطواق رجاءٍ
تنقذني من لجة ذاكرتي ...
تنجيني

===================

ساحرتي قالت : " إن الله يحبك
يا ولدي
ودعاؤك لم يهمله الرب
ولكي تتحقق أحلامك
اخلع نعليك ووافيني تحت الماء
فهناك ستأخذ أمنيتك ،
وسترجع تحمل بين يديكَ
من تقنعكَ
أن جميع نساء الأرض سواءْ
فإذا ما ضاعت واحدة .. تأخذ أخرى
لا فرقَ كبيرٌ .. هنَّ سواءْ
لا فارِقَ إلاّ في الأسماءْ
والأمر سواءْ
إن كانت سوسنُ أوعلياءْ
                       إن كانت ليلى أو نجلاءْ  
                       هيا،،، هيا وافيني تحت الماءْ
                       لا تتردد، جرب حظك
                       واعلم أنك أول من سوف يغوص
                       إلى هذا العمق
                       والبحر هناك  مليء  بالأصداف
                       وبالحور وبالشبق
هيا  اغطس .. لا تتأخر أو يُرديك الشوق
قتيل  العشق "

==================

ساحرتي تبحر مسرعة   و أنا ما زلت ألاحقها
أتبعها في الماء الضحل ،
أجتاز صخوراً مسنونة
حتى  جفَّتْ شفتايْ
دميت قدمايَ
وماء البحر يقطِّع حلقي
ونداء الساحرة يجلجل في رأسي
  "هيا  اغطس .. لا تتأخر
أو يُرديك الشوق قتيل العشق "

=================
في عمق العمق ..
مدت ساحرتي يُمناها
ألقت صدفات فضيةْ
في كل منها حوريةْ
قالت : من عندكَ ، لا تدنو أكثرْ ..
لا تنظرْ
ما ذا تختارْ ؟ هيا اسأل قلبكَ ،
لا عينيكْ
هيا اختَرْ ...لا تتأخـرْ
قلتُ - ووجهك يلمع في صدري - :
سيدتي .. ساحرتي ..  أعلم أني محظوظٌ
طيلة عمري
فلهذا أعطيني الصَّدَفَةْ الأولى
قالت ساحرتي : يا ولدي هذا حظكَ
فاقبل شَرْطي
واحدةً تأخذُ لا أكثرْ
واحدة تأخذ .. أو ترحلْ
هل تسمعُ شَرْطي يا ولدي
لن تقدرَ أن تأخذ أخرى .. أو تستبدلْ
هل تقبلْ ؟
قلتُ – ووجهك يلمع في صدري –
قلت: قبلتُ بِقَدَري ..
قالت: خذها  حالاً وارحلْ  عن قصري
---------------
ولأني محظوظٌ  يا عمري 
ولأنك في الدنيا قدري
لم أعجبْ أنك داخِلَها
أنتِ .. قد كنتِ بداخِلِها
جــوفَ الصدفةْ
وأنا ،،، ها أنذا أحضنها في صدري  
أحملها  بين ذراعيَّ الآنَ
                       أهدهدها ..... أرفعُها  صَوْبَ السطحِ .. وأجري

Friday, May 18, 2012

هل في الدين ديمقراطية؟/وليد الحلبي

هل في الدين ديمقراطية؟/وليد الحلبي: وليد الحلبي
ذاك الذي يتجاوز حدود لافتة كُتِبت عليها عبارة:( احذر، أمامك حقل ألغام )، هو واحد من ثلاثة: إما أمي ...

Wednesday, May 16, 2012

اللاشيء../قصة: وليد الحلبي

اللاشيء../قصة: وليد الحلبي: وليد الحلبي
سقط جسده بقوة على الأرض، لكنه لم يشعر بأي ألم،، استند على كفيه وحملق في الأرض، فرأى صورته واضحة ...

Thursday, May 3, 2012

الكاوبوي الطائر



لو كان الذي يتحدث هو قائد سلاح الجو الأمريكي، لنسبنا قوله إلى موقف عسكري بحت، يشرح فيه مميزات القدرة الأمريكية على القتل عن بُعد كي يدخل الرعب في نفوس الأعداء، أما أن يأتي ذلك الحديث ممن يعمل وزيراً للعدل الأمريكي، فهذه قمة المهزلة والبذاءة، ففي حديثه قبل أسبوعين أمام طلبة كلية الحقوق في جامعة نورث ويستيرن في شيكاغو، يبرر الوزير المحترم حق الولايات المتحدة في استخدام الطائرات بدون طيار، والمُسيَّرَة عن بعد آلاف الأميال، بـ "الدفاع عن الولايات المتحدة بشكل مناسب وشرعي"، لكن الوزير يستدرك لكي يورد جملة من القيود! لهذا الاستخدام:
1-   (أن الشخص المستهدف يشكل تهديداً وشيكاً): لكن سيادة الوزير لم يخبر مستمعيه ما الذي يعنيه بالوشيك، فهل هو بعد ساعات أم أسابيع أم أشهر؟، وما ذا لو كان ذلك الرجل المستهدف في حالة مراجعة للنفس، ثم سيعدل عن تنفيذ ما خطط له؟، وعن التهديد: ما المقصود به بالتحديد؟، حيث يعلم سيادته ومستمعوه أنه لا عقوبة بلا نص، فمن أين جاء بالنص الذي بمقتضاه سوف ينفذ عقوبة الإعدام.
2-   (من المستحيل اعتقاله): وهذه كذبة تكشفها عملية اغتيال ابن لادن منذ سنة أمام زوجته وأطفاله، مع أنه كان بإمكان أبطال "سيل البحر" اعتقاله وإحضاره أمام العدالة الأمريكية!!!.
3-   (أن تتم العملية طبقاً لمباديء الحرب): أية حرب؟ وهل هناك فرد يستطيع منطقياً أن يعلن الحرب على أمريكا؟، ثم من بين مباديء الحرب أن يرتدي المتحاربون ملابس عسكرية مميزة، فهل سوف ترتدي طائرات الاغتيال الأمريكية ملابس مميزة، مع رتب عسكرية على الجناحين؟.
هذا الكذب المفضوح والعنجهية الفارغة تذكرني بأحد أفلام الغرب الأمريكي، حين دخل الكاوبوي الأزعر إلى الحانة وأطلق النار في جميع الاتجاهات، فقتل وجرح الكثيرين، وعندما سأله صاحب الحانة، الذي كان يرفع يديه إلى الأعلى وهو يرتجف:" لماذا أطلقت النار على عُزَّلٍ مسالمين؟"، رد عليه راعي البقر وهو ينفخ الدخان عن فوهة مسدسه دون أن ينظر إليه: " لأنني أريد أن أفرض القانون بالقوة بعد أن عجز (شريف البلدة) عن فعل ذلك". فوزير العدل الأمريكي يعتقد أن القانون الدولي (شريف البلدة) قد عجز عن حماية أمريكا من شرور الإرهابيين!، لذا ستقوم إدارته بذلك، تماماً بنفس منطق راعي البقر.
 فإذا كنت قد اعتدت منذ مدة طويلة على مثل هذه البذاءات، غير أنني لم أفهم سبب سكوت العالم عن مثل هذه التصريحات التي هي بكل بساطة سبة في وجه العدالة، لكنني قد أجد عذراً للعالم بأسره، فربما كان نائماً عندما صرح الوزير بما صرح به، فهذه المستوطنة الكبيرة التي اسمها "أمريكا" لها توقيتها الخاص، فهي تنام حين يصحو الآخرون، وتصحو حين ينامون، وسكانها المعزولون في (غيتو) كبير عن العالم الخارجي خلف مياه محيطات هائلة، هؤلاء السكان قد أوجدوا لأنفسهم قوانينَ وقيماً تناسبهم وحدهم، وليذهب العالم بأسره إلى الجحيم.
طائرات البريداتور تحلق على ارتفاع آلاف الأمتار،، تحمل صواريخ دقيقة التوجيه،، يسيرها طيار جالس في غرفة مبردة على بعد آلاف الأميال،، يحركها بعصى التسلية (Joy stick)، يشرب البيبسي ويأكل البيتزا،، وعندما يصبح فوق الهدف، يسمع صوت جرس يُقرع إيذاناً بإطلاق الصاروخ، وبلمسة زر يتم ذلك، ثم يعود للتسلية بالعصى المذكورة، يشرب الكولا ويأكل الهامبرجر انتظاراً لصوت الجرس يقرع مرة أخرى، أما في منطقة سقوط الصاروخ، فينشغل أهل العريس والعروس في انتشال جثث الضحايا من نساء وأطفال ورجال، ونظراً لبعد الشقة لا تصل أصوات استغاثتهم إلى آذان من أطلق الصاروخ، لكن أجمل تعليق سمعته حول هذا الموضوع كان من (توم باركر) مدير منظمة العفو الدولية حين قال:" لا يمكن تحقيق العدالة من على ارتفاع عشرة آلاف قدم"، لكن السيد باركر نسي أن للعدالة الأمريكية مواصفات خاصة بحيث يمكن تحقيقها من ارتفاعات أعلى من ذلك بكثير.
أجدادنا لخصوا خبراتهم في أمثال وحكم سائرة، لا يناسب هذا المقال منها سوى قولهم:" قالوا لفرعون: من فرعنك؟، قال تفرعنت، فما ردَّني أحد ".
   

Tuesday, May 1, 2012

سميرة




    منذ مدة طويلة وهي تعبر خياله بإلحاح عنيد رغم أن أربعين سنة قد مرت على آخر لقاء  بينهما، وها هو ذا يركب الحافلة التي ستوصله إلى الشارع الذي كانت – وربما ما زالت – تقيم فيه ، والمطر في الخارج يهطل بغزارة يخشى أن تمنعه من الاهتداء إلى المنزل المقصود،، يقطع الوقت عابثاً بإصبعه ببخار الماء الذي تكاثف على سطح الزجاج البارد، يرسم دوائر وخطوطاً ثم يمحوها بكفه، ينفخ هواء رئتيه الدافيء لكي يعيد تكوين البخار على الزجاج، ثم يعبث به مرات ومرات ، وهو في هذه الأثناء يستعيد ذكريات العلاقة التي ربطته بها لأسابيع معدودة، ثم انقطعت لسنوات طويلة .

    تقابلا في رحلة جماعية إلى أحد المصايف الجبلية،، كانت صحبة شقيقتها ووالدتها، وخلال تلك الرحلة التي لم تتجاوز الساعات الثمان تعارفا، وشعر – وربما هي كذلك - كأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات الطفولة،، ما زال بعد كل هذه الغيبة الطويلة يتذكر جيداً ملامح وجهها البريء، وجديلتيها الغليظتين، والحلقات الكبيرة التي كانت تزين بها أذنيها مما أعطاها ملمحاً أندلسياً لا تخطئه عين. مع نهاية الرحلة  - وربما بإلحاح من سميرة - طلبت الأم منه أن يعطي ابنتها دروساً في اللغة الإنكليزية، فهو في بداية مرحلة الدراسة الجامعية، بينما كانت هي في نهاية مرحلة الدراسة الإعدادية. كيف سارت الأمور بعدها؟ يستمر في نبش ذاكرته، بينما يعبث من جديد بالبخار المتكاثف على سطح الزجاج،، ينظر إلى سطح كفه التي بدأ الزمن يطبع عليها بقعه السوداء إيذاناً بدبيب الشيخوخة إليه،، نفس هذه الكف التي سافرت مرات ومرات على سطح كفيها، أو قلَّبت معها صفحات كتب ودفاتر كانت تشهد على تصاعد الوجد في قلبيهما الصغيرين،، حنين سنوات العشق تتحرك في جوانحه، وأعطافه تهتز بعنف تأهباً للحظة لقاء انتظرها أربعين سنة.
    في ذلك الوقت لم يكن وضعه المالي والاجتماعي، ولا سنها الصغيرة، تسمح له بخطبتها والارتباط بها،، لا أحد يدري كيف تسير سفينة الحياة، ولا من أية جهة تهب عليها الرياح العاتية، تحملها في اتجاهات تعجز مهارة الربان عن السيطرة عليها، قال في نفسه:(خطوط حياتنا مثل هذه الخطوط التي على الزجاج البارد، تظهر وتختفي دون منطق يحكمها أو أسباب وجيهة تبررها)، لذا كان الفراق قدراً محتوماً، واستمر كل هذه المدة الطويلة، مدة أربعين عاماً، لكن وبما أنها كانت تزور خياله مراراً وعلى مدى هذي السنين الطوال، فإنه يشعر الآن بأنه لن يفاجأ عندما سيراها بعد قليل .

    ينزل من الحافلة أمام الشارع الذي يذكر أنها كانت تقيم فيه: نعم إنه نفس الشارع، مع ظهور عدد من المحلات التجارية على جانبيه،، شارع ضيق مسدود النهاية، تضيئه مصابيح باهتة أضفت - مع المطر الهاطل - مسحة من رهبة ممزوجة بالسكون،، يرفع ياقة معطفه اتقاء البرد والمطر، يُعرِّج على دكان بقال ويسأله عن بيت السيدة سميرة، فيشير الرجل إلى نفس مدخل العمارة الذي ما زال يتذكره،، حسنٌ،، كل شيء يسير حتى الآن على ما يرام،، يتحسس خطواته باتجاه باب العمارة،، نفس المدخل ذي الضوء الخافت، ومصباح صغير يضيء المدخل الموحش، وحواف الدرجات الرخامية قد تثلمت تحت وطأة الأقدام، فأصبحت مصيدة قاتلة لمن لا يحسن تحسس مواضع خطواته في الليالي المظلمة، وعليه الآن أن يصعد إلى الدور الثاني،، نعم الدور الثاني، مازال يتذكر ذلك بوضوح، أيامها كان يقفز الدرجات مثنى مثنى أو ثلاث ثلاث يسبقه قلبه قبل خطواته، أما الآن وقد ذهب الزمن بجلَّ نظره، وأوهنت السنون قوة عضلاته، فعليه أن يتحسس طريقه مستعيناً بحافة الدرج،، عندما ستفتح له الباب، سيسألها مستفسراً: هل هذا بيت السيدة سميرة؟، سترد بالإيجاب، عندها سيقول لها: وهل عرفتني؟ ربما ضعف نظرها فاستعانت بنظارة، سوف تتمعن فيه ثم تصرخ : يا إلهي،، أهذا معقول،، أهذا أنت ؟. عندها لن ينقص اكتمال المشهد سوى عناق حار، لكن ربما كانت متزوجة – وهذا مؤكد – إذن فالتقاليد هنا، غيرها في بلاد المهجر حيث يعيش، تتعارض مع هذا الأسلوب العصري في التعبير عن الشوق، لا يهم، المهم أن المفاجأة سوف تعقد لسانيهما، وبعدها فليكن ما يكون، ولتركب الأحداث أعلى ما لديها من مفاجآت.  
    فيما مضى كانت مربوعة القامة تميل إلى القصر، لكن نحافة جسمها كانت تضفي عليها مسحة من أناقة، فهل ما زالت كما كانت؟ أم تنتظره مفاجآت من نوع ما. وصل إلى الدور الثاني من البناء، تحسس إطار الباب باحثاً عن الجرس، فعثر عليه بعد لأْيٍ،، ربما كان هو نفس الجرس الذي كان يقرعه عندما كان يأتيها بحجة الدرس.
    رنين الجرس يدوي في الداخل، فتتسارع نبضات قلبه،، حركة أقدام تُسمع تتحرك خلف الباب،، فيصعد الدم بعنف إلى رأسه، مصباح يُضاء، فيحس باقتراب لحظة الحقيقة،، يفكر في الانسحاب من هذا الموقف الذي لم يكن يتوقع أنه سوف يغمره بكل هذا الكم من الاضطراب لولا خطوات ساكن تصفع وجه درجات السلم نزولاً، بحيث سيبدو لو انسحب وكأنه كان يسترق السمع على الباب. أخيراً يُفتح باب الشقة، فتنبعث من الداخل رائحة تبغ وقهوة وهواء ساخن وهمهمات باقي أفراد العائلة،، يظهر وجه امرأة عبثت به الأيام بقسوة: جبين مجعد ثلَّمته الأيام بشدة فتخدد، ووجنتين رخوتين سحبتا معهما أسفل العينين فبدتا أكثر اتساعاً وحملقة،، شفاه تتدلى وكأن صاحبتها مصابة بلوثة عقلية،، طول الجسم مساوٍ لعرضه، وخصر منتفخ مع ترهل في البطن نتج عن حالات حمل متكرر،، عينان زائغتان ترقدان خلف نظارة سميكة،،، ذراعان غليظتان برزتا عن جانبي الكتفين كأنهما ذراعا رجل الثلج،، نعم: من قصر قامتها عرفها،، هي بعينها، لكنها كائن هَرِم،ٌ دميمٌ، نِتاجُ زمن لا يرحم،، أخنى عليه الزمن، فانسحق تحت وطيء سنواته، وأثقلت عليه الأيام، فلم تُبْقِ له من الكائن الحي سوى نَفَسٍ يتردد في الضلوع.
     ارتعش بعنف،، تلجلج صوته، وشعر بأن الحلم الذي عاشه أربعين عاماً قد تبخر،، حاول أن يغادر هذا الموقف البائس ويهبط الدرج بأسرع مما صعده،، لكنه تماسك،، تنحنح بثقة، وبصوت خافت حاول جهده أن يكون وقوراً، سألها بأدب متصنع:
-  هل هذا بيت السيد عدنان يا أختي؟.
أجابت - تلك التي عاش يحلم بها أربعين سنة من حياته - بتذمر واضح وهي تغلق الباب:
    - لا يا أخي، أنت مخطيء  بالعنوان.