الهولوكوست العربي

على غرار الناجين اليهود من الهولوكوست الألماني، ربما سنرى، بعد خمسين عاماً من الآن،عجائز فلسطينيين يتحدثون لوسائل الإعلام عن نجاتهم من الهولوكوست العربي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان وغزة. عدالة الظلم تتمثل في أنه يساوي بين الجميع، دون تمييز في اللون والدين والعرق.

حلحلة عقد؟، أم تعقيدها؟

بمناسبة عزل جمال بن عمر، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، وتعيين الموريتاني اسماعيل ولد شيخ أحمد بدلاً عنه، فإن فشل مبعوثي الأمم المتحدة إلى مناطق التوتر في العالم العربي مثل سوريا وليبيا والعراق واليمن هو فشل مزمن، فهل ذلك لأن أولئك المبعوثين فاشلون؟، أم لأن أزمات المنطقة لا يمكن حلها حتى ولو  على أيدي سحرة فرعون؟، واللافت المضحك أنه كلما عين مبعوث جديد، نشرت الأمم المتحدة سيرته الذاتية التي تظهر نجاحاته الخارقة في حل أعتى المشكلات وأعقدها وكأنه سوبرمان عصره، وبعد سنوات من العمل المكوكي المضني، يعلن عن فشل هذا السوبرمان، ويستبدل بجريندايزر أممي آخر لكي تعود حلقة الفشل إلى الدوران من جديد، وكأنك يا بو زيد ما غزيت، ويبدو كما لو أن وساطات الأمم المتحدة أصبحت تهدف إلى استمرار أزمات العالم العربي، وليس حلها، وألله يرزق مبعوثيها رواتبهم بالدولار وسفرهم بالدرجة الأولى، وألله يلعن أبو الشعوب.

التاريخ ليس مجرد أحداث، بل هو وجهات نظر أيضاً

بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لما عرف بالمذابح الأرمنية على يد العثمانيين عام 1915، لي بعض الملاحظات:

1- طالب الاتحاد الآوربي تركيا بفتح أرشيفها أمام الباحثين للتأكد من الادعاءات الأرمنية والغربية، وقد قامت تركيا بذلك، بينما لم تفتح أرمينيا أرشيفها بعد.

2- الرئيس الفرنسي يقول أنه بدرت من تركيا إشارات مشجعة من حيث الاعتذار عن تلك المجازر، لكنها غير كافية، بينما فرنسا نفسها، وباقي الدول الاستعمارية الغربية، ما زالت ترفض بشدة الاعتذار عن قتل الملايين من مواطني مستعمراتها، ونهب خيرات بلادهم، على مدى مئات السنين.

3- والأهم من ذلك، أن جميع من يتحدثون عن المذابح الأرمنية على يد العثمانيين يتجاهلون أن من قام بتلك المذابح هو نظام زعامات يهود سالونيك (يهود الدونمة) الذين قاموا بالانقلاب على السلطان الجليل عبد الحميد الثاني وعزلوه في العام 1908، أي قبل سبع سنوات من تلك الأحداث.

لذا يجب دائماً تذكر قول الفيلسوف الألماني غوته: (التاريخ ليس مجرد أحداث، بل هو وجهات نظر أيضاً). 

كالببغاوات يرددون (الله أكبر)

كم أتمنى على جميع المتقاتلين المسلمين! الذين يسفكون دماء بعضهم البعض بأيديهم دون شفقة أو رحمة، كم أتمنى عليهم أن يتوقفوا عن تكرار النداء (الله أكبر) عندما يطلقون نيران مدافعهم وبنادقهم. من المعيب أن نتباهى بهذا التكبير ونحن ننحدر به إلى هذا الدرك، فنستعين بالله من أجل أن يقتل بعضنا البعض. قليل من العقل والخجل والخوف من الله، يرحمكم الله.

كما تُدين يا جميل تُدان

بعد توغلها في المنطقة العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ربما سيحمل المستقبل القريب أخباراً سيئة لإيران من حدودها الشرقية: باكستان بسلاحها النووي، وأفغانستان، وهو الرادع الوحيد الذي ربما سيجعل عمائم "قم" تعيد التفكير في ما تقوم به في المنطقة العربية، وبعد ذلك ربما ستقوم القوى المناوئة لها بتحريض الأقليات العرقية داخل إيران، وما أكثرها، وتمدها بالمال والسلاح، لكي تتمرد على الدولة المركزية، وربما سيكون هذا تكفيراً من العرب، خاصة دول الخليج العربية، عن تجاهل إخوتهم عرب الأحواز، الجزء العزيز من العراق والغني بالنفط والغاز، والذي منحته بريطانيا لإيران عام 1924، تماماً كما أعطت الصهاينة فلسطين عام 1948. 

هذه هي النتيجة الطبيعية، والثمن الذي سوف تدفعه إيران بسبب شعارها الذي رفعته منذ العام 1979 بتصدير الثورة.