Tuesday, April 12, 2016

قليل من العقل يرحمكم الله أيها الحكام العرب


بشأن جزيرتي صنافير وتيران المتنازع عليهما بين السعودية ومصر
  مطالبة السعودية باسترداد جزيرتي تيران والصنافير ربما سيفتح عليها باباً لا ترغب فيه، فماذا لو طالب اليمن باسترداد منطقتي تهامة وعسير التي احتلتهما قوات الملك عبد العزيز في ثلاثينيات القرن الماضي عندما كان يعمل على بناء مملكته على حساب أراضي الجوار؟، والأنكى من ذلك لو طالب الهاشميون في الأردن برد مكة والمدينة إليهم كذلك، هل سيتنازل السعوديون برد تهامة وعسير إلى اليمن ومكة والمدينة إلى الأردن كما يطالبون مصر اليوم بالتنازل عن تلك الجزيرتين؟. هي مطالبات سعودية تضع الأساس لحروب عربية - عربية بعد أن اصبحت إسرائيل كياناً راسخاً في هذه المنطقة..
من حيث المبدأ الوحدة العربية - التي يرفضها جميع الحكام العرب بدون استثناء - هي السبيل الوحيد لإنهاء نزاعات الحدود بين الدول، ونظراً للرفض القاطع من جميع المثقفين وأصحاب الرأي المصريين - بما فيهم أنصار انقلاب السيسي - لقرار حكومته بشأن الجزر، فأعتقد أن أفضل حل لهذا الإشكال اعتبار الجزر منطقة محايدة بين البلدين، كما هو الحال في واحة البريمي بين الإمارات وعُمان، أو بين السعودية والكويت في المنطقة المحايدة، ووضع قوة سعودية - مصرية مشتركة على هذه الجزر، أما اعتبار هذه الجزر سعودية، فذلك سيثير مشاكل مستقبلية بين البلدين، فماذا لو تغير نظام السيسي وجاء نظام وطني يطالب باستعادة هذه الجزر إلى مصر، هل نرضى بأن تقوم حرب بين السعودية ومصر عليها؟ قليل من العقل يرحمكم الله أيها الحكام العرب.