Sunday, April 27, 2014

أخطاء شائعة واجبة التصحيح

أخطاء شائعة واجبة التصحيح
مما لا شك فيه أن جميع اللغات تحفل بأخطاء شائعة، توارثها الخلف عن السلف، فاستعملت خطأً بدل المفردات الصحيحة، وهنا ليس للمستخدم ذنب في استعمال الخطأ طالما أن السلف قد نقله إليه على أنه الصحيح، لكن الذنب ذنبه إن هو علم التصحيح واستمر على الخطأ، وفي بعض المجالات، ربما يتجاوز المرء عن الأخطاء الشائعة نظراً لأن التصحيح مثل عدمه: لا يقدم ولا يؤخر، إذ ليس في الخطأ حل ولا حرمة، لكن أن تتوارث الأخطاء اللغوية في مجال الفقه والتراث الديني، فذلك أمر ينبغي التنبه إليه، وتصحيحه ما أمكن، خصوصاً في مجال مفردات القرآن الكريم. والتعقيب هنا سوف يدور حول كلمتين قرآنيتين اختلط مفهومهما في أذهان المسلمين، فاستخدموهما بشكل خاطيء شاع حتى انطمس المفهوم الصحيح لهما، وبما أن واحداً من الفروض الواجبة على المسلم التلفظ بالصحيح المطلق من مفردات القرآن الكريم، وعدم جواز أن يحل مفهوم مفردة مكان أخرى بمعنىً مغايرٍ البتة، وجب تصحيح الكلمتين موضع النقاش كالتالي:
أولاً- كلمة (الروح): فقد درج المسلمون على استعمال هذه المفردة على أنها تدل على تلك القوة المجهولة التي تغادر الجسد حين الموت، أي التي هي محرك الحياة، وهذا خطأ فادح، إذ أن القرآن الكريم يطلق على هذا المحرك لفظة (النفس) في آيات كثيرة منها مثلاً: (كل نفس ذائقة الموت – آل عمران 185)، (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية – الفجر 28)، (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله – آل عمران 145)، (وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها – البقرة 72) لذا من الخطأ القول عن فلان إذا توفى أنه (صعدت روحه إلى بارئها)، بل الأصح أن يقال (رجعت نفسه إلى بارئها). أما المعنى الحقيقي لكلمة (الروح) في القرآن الكريم فهو (الإرادة الإلهية)، حيث تقول الآية الكريمة (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا – الإسراء 85)، لذا عندما تنزل القرآن الكريم على قلب سيدنا محمد ص، قالت الآية الكريمة (نزل به الروح الأمين – على قلبك لتكون من المنذِرين – الشعراء  192/193) يقصد جبريل عليه السلام الذي مثل الإرادة الإلهية في التنزيل، تماماً كما مثلها البشرُ الذي أرسله الله تعالى إلى السيدة مريم العذراء عليها السلام لكي تحمل منه بسيدنا المسيح عليه السلام (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا – مريم 17)، كما أن معنى (الروح)، والذي يعني الإرادة الإلهية، يبدو واضحاً في الآية الكريمة (وإذ قال ربك للملائكة أني خالق بشراً من طين - فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين – ص 71/72)، هنا لا يمكن أن تكون لفظة (الروح) تعني ما تعارفنا عليه خطأ بأنه سر ومحرك الحياة، إذن لكان لله تعالى – وحاشى لله – روح كروح البشر، أي أنه – حاشاه – يحيا ويموت مثل البشر الذين خلقهم. نخلص إلى أن معنى كلمة (الروح) في القرآن الكريم تعني الإرادة الإلهية، وأن محرك الحياة الذي بدونه يموت الإنسان هو (النفس).
ثانياً- كلمة (النفس): للنفس معنيان مختلفان في القرآن الكريم، تتشابهان في حالة الإفراد، وتختلفان أحياناً في حالة الجمع، فكما ورد سابقاً، النفس هي محرك الحياة في جسد الإنسان، يموت عندما تغادره، أما المعنى الثاني لهذه الكلمة، فهو ما يعتمل في صدر الإنسان من خير وشر، ففي الآية الكريمة (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها – الشمس 7) (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت – البقرة 286)، أما الاختلاف في حالة الجمع فيتجلى في قوله تعالى (الله يتوفي الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها – الزمر 42) والأنفس هنا تعني ما تعارفنا عليه خطأ (الأرواح)، بينما تجمع النفس التي هي دواخل الإنسان من خير وشر بلفظة (نفوس):( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا – الإسراء 25)، كما أن (أنفسهم) تأتي للتدليل على الذوات الإنسانية المادية، أي أشخاصكم:(وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون – النحل 118) (فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف – البقرة 240) (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم – البقرة 44)، (لقد جاءكم رسول من أنفسكم – التوبة 128)، كما تأتي (نفس) للتدليل على الذات الإلهية (ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد – آل عمران 30)، وفي المحصل، ربما تكون كلمات (النفس – الأنفس) من أكثر الكلمات الواردة في القرآن الكريم عدداً، وتفاوت معانيها من حالة إلى أخرى يعكس بوضوح مدى الإعجاز اللغوي في مفردات هذا الكتاب العظيم.
لا شك أن القرآن الكريم هو أكثر كتاب في التاريخ البشري دراسة وبحثاً وتمحيصاً ، وأرجو أن يكون ما ذكرته في هذا المقال صحيحاً على ما اجتهدت، فإن أصبت فيه، فبتوفيق من الله تعالى، وإن أخطأت، فمن نفسي التي تصيب وتخطيء، حيث تتجلى صعوبة مهمة كل من يتصدى للحديث في هذا الأمر – ألفاظ القرآن الكريم -  في قوله تعالى (وهم يجادلون في الله وهو شديد المِحال – الرعد 13) والحمد لله في الأولى والآخرة.

26 إبريل 2014   


Thursday, April 24, 2014

مهزلة ديمقراطية

حتى يتميز بشار بن حافظ عن السيسي عبد الفتاح، أمر جرواً آخر بالترشح معه للانتخابات الرئاسية المهزلة: حسان النوري. هل يجرؤ بشار على السماح لهيثم المالح أو أحمد الجربا، أو حتى لجورج صبرا أو ميشيل كيلو بالترشح أمامه، إذن لمسحوا كرامته بالبلاط، ومحشوم البلاط، يمكن أن يتوسخ. هكذا هم الدكتاتوريون دائماً: عندما يريدون خداع الناس، يتنافسون مع نكرات لا يعرفها أحد.

Wednesday, April 23, 2014

خداع في خداع

تشابهاً مع مهزلة ترشح حمدين صباحي أمام الفائز بشكل مؤكد عبد الفتاح السيسي، خداعاً للعالم بأن هناك انتخابات ديمقراطية في مصر، ها هو ماهر حجار، عضو مجلس الشعب السوري يترشح أمام القائد الذي دمر بلده وشعبه بشار بن حافظ - الفائز حتماً بالرئاسة - ، خداعاً للعالم بأن هناك انتخابات ديمقراطية في سوريا. 

   

Tuesday, April 22, 2014

شرعية؟، غير شرعية؟.

شرعية؟، غير شرعية؟.

كثيرة هي الاستعمالات الخاطئة لبعض المفردات والمصطلحات، نكررها بتواتر يحجب عنا الخطأ الحاصل فيها، مثال ذلك مصطلح (الخلوة الشرعية)، بداية فإن قرن أي عمل بالشرع يعني جوازه، أما وصف العمل بالغير الشرعي فيعني رفضه لحرمة فيه. لهذا فإن قولنا عن رجل وامرأة اختليا منفردين دون عقد زواج بينهما أنهما اختليا (خلوة شرعية) هو خطأ صريح، فالخلوة الشرعية تكون بين اثنين يجمعهما عقد زواج، أما إذا اختليا منفردين بدون عقد الزواج فإن خلوتهما تكون (غير شرعية). والسؤال: هل أخطأ الفقهاء طيلة هذه السنين باستخدام هذا المصطلح، وأصبت أنا؟، لم لا ونحن نعلم أن هناك في اللغة ما يعرف بـ (الأخطاء الشائعة)؟. أرحب بالتصويب إن كان ثمة تصويب. إلى اللقاء مع خطأ آخر.

القرد الفيلسوف

القرد الفيلسوف
في حديقة الحيوان شاهدت قرداً معلقاً من ذيله ورأسه مدلى إلى الأسفل. اقتنعت بأن هذا القرد فيلسوف بين أقرانه، يحاول فهم الواقع العربي على حقيقته.

Sunday, April 20, 2014

على هامش الانتخابات المصرية

  قبول حمدين صباحي الترشح أمام عبد الفتاح السيسي ليس سوى استكمال لمهزلة الانقلاب الذي قاده السيسي، وهو يرمي فقط إلى ذرالرماد في عيون الغرب بالادعاء أن هناك انتخابات ديمقراطية نزيهة في مصر، وصباحي - الذي خان ما يسميه تاريخه النضالي - انغمس في هذه اللعبة المكشوفة طمعاً في منصب يمن به عليه الرئيس المصري المقبل عبد الفتاح السيسي، كأن يعينه نائباً له، أو حتى محافظاً لمحافظة كفر الشيخ، مسقط رأسه. منذ انتصار ثورة يناير على حسني مبارك كتبت عدة مرات مؤكداً على أن الجيش المصري لن يسمح بخروج الرئاسة من يده إلى مدني، وقد تحقق ما تنبأت به عندما انقلب السيسي على الشرعية، وسيتحقق كذلك انهزام صباحي أمام السيسي، وليس في ذلك تنجيم أو تكهن، بل هو استقراء لواقع مرير يعيشه شعب المحروسة.

Sunday, April 13, 2014

قادم من زمن السقوط

 قادم من زمن السقوط
في صباح ذلك اليوم من الأسبوع الماضي، لا أدري لحسن حظي أم لتعسه، حولت المستقبِل التلفزيوني إلى قناة (روسيا اليوم)، ففوجئت به متصدراً الشاشة، يلوح بيديه يميناً وشمالاً، يستعرض منجزاته الخارقة! في الاتصال بالإسرائيليين وداعميهم من اليهود الأمريكان في منظمة الآيباك*. ولأن الموضوع طويل ومتشعب، ويمتد على مساحة زمنية طويلة، فهذا يجعلني أمام حيرة وارتباك من أين أبدأ، وحيث لكل أمر بداية، فلأبد منها.
بعد الهجرة عام 48، كان لا بد للاجئين الفلسطينيين من فترة انتقالية تساعدهم على الاستفاقة من الغيبوبة التي رانت على عقولهم وقلوبهم بعد كارثة ضياع وطنهم، فكانت الأولوية لديهم هي إعالة أسرهم التي انقطعت موارد عيشها باستثناء ما كانت تجود به صدقات المجتمع الدولي المتمثلة بمساعدات اليونروا (UNRWA)، فقصد الكثيرون منهم دول الخليج العربي، خاصة السعودية والكويت، نظراً للثروة النفطية التي كانت قد اكتشفت منذ عقدين من السنين، حيث عملوا في قطاعات النفط والأمن والتدريس، ونجح بعض هؤلاء في الحصول على الجنسية السعودية والكويتية نظراً لسهولة الحصول عليهما آنئذ، بينما قام البعض ببدء مشاريع اقتصادية صغيرة وفق ما تسمح به قوانين الدولة التي تستضيفهم، وانخرط الباقون في وظائف حكومية كالتدريس مثلاً (كان معظم مدرسي اللغة الإنكليزية في سوريا من أصل فلسطيني).
بعد هذه المرحلة التي دامت حوالي العقد من السنين أو أكثر قليلاً، كان لا بد للشعب الفلسطيني من بدء حركة استعادة أرضه السليبة، ومن المعيب الافتراض أن القيادة الإسرائيلية كانت مغيبة عن هذا الأمر، وسواء كانت لها يد في قيادة هذه الثورة من بدايتها، كما يقول بعض الخبثاء، أم لا، فإن الثورة قد بدأت بالفعل ابتداء من أول يناير 1965. والمحير في الأمر، والذي أريد الاستفسار عنه ممن تبقى من المؤسسين، هو لماذا وكيف تأسست الثورة الفلسطينية العتيدة بداية الستينيات في الكويت، على يد ثلة من المثقفين الفلسطينيين، والكويت في هذه الفترة كانت قد استقلت عن بريطانيا منذ بضع سنوات (1961)، أي أن الوجود البريطاني كان ما يزال قائماً حياً باستخباراته وأجهزته التي ترصد كل ما يدور في البلد، إلى جانب باقي الاستخبارات الغربية؟، علاوة على أن قيام حركة تحرير فلسطين (حتف ثم قلبت، نظراً لمعناها المشؤوم، إلى فتح) لم تختر القاهرة مكاناً لولادتها، وهي التي كانت المركز الرئيسي لجميع حركات التحرير العربية والإفريقية والآسيوية؟، ورب قائل بأن بدايات الحركة كانت ذات علاقة وثيقة بالإخوان المسلمين، والذين كان بينهم وبين عبد الناصر ما صنع الحداد، غير أن هذا العذر لا يستقيم إذا افترضنا أن حركة تحرير أي وطن من احتلال غاشم يقتضي التركيز على العمل الوطني الجماعي الذي لا يختص أحداً ولا يستثني أحداً، علاوة على أن موقف عبد الناصر من القضية الفلسطينية (والتي في رحمها ولدت فكرة الثورة المصرية كما سجل ذلك عبد الناصر في كتابه "فلسفة الثورة" عندما كان محاصراً في الفالوجة على حدود فلسطين عام 48) ، ذلك الموقف الذي سجله التاريخ وانتهى الأمر، وذلك عندما جهز الفدائيين الفلسطينيين بقيادة مصرية، وسمح لهم القيام بعملياتهم داخل فلسطين انطلاقاً من قطاع غزة (في سنوات الخمسينيات شهدتُ شخصياً في الجولان السوري جلسات مع مقاتلين فلسطينيين كانوا يعبرون الأرض المحتلة، من غزة إلى سوريا وبالعكس، فقبل العدوان الثلاثي على مصر لم يكن لإسرائيل حدود يستطيع جيش دفاعها الدفاع عنها)، وقد كان هذا الدعم من عبد الناصر للفدائيين الفلسطينيين، علاوة على دعمه الثورة الجزائرية، مضافاً إليها تأميم قناة السويس، عوامل حرضت دول العدوان الثلاثي (بريطانيا – فرنسا – إسرائيل) على غزو مصر في نهاية أكتوبر 1956. بعد كل هذا، ألم يكن غريباً أن تنشأ حركة تحرير فلسطين في الكويت وليس في القاهرة؟. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى ما ذكره محمد حسنين هيكل من أن جميع أجهزة الأمن المصرية قد رفضت أن يقدم هيكل القيادة الفلسطينية إلى عبد الناصر، ولكن هيكل أصر على ذلك، ثم أخذ عبد الناصر ياسر عرفات معه إلى موسكو، وقدمه إلى القيادة الروسية التي لم تكن تعرف عنه شيئاً.
يتحدث الناس عن المؤامرة وكأنها مخلوق فضائي أسطوري، بينما هي واقع الحال في السياسة وتدبير أمور الدول، وغالباً ما كنت أردد – نظراً للانتصارات العربية الخارقة – بأن إسرائيل برعت في صناعة الأبطال، وبرعنا نحن في تمجيدهم والسير ورائهم، فكما صنعت إسرائيل أبطالاً أمثال حافظ الأسد وأنور السادات بعد حرب أكتوبر 73، وحسن نصر الله بعد حرب 2006، تمهيداً لفك الاشتباك واتفاقية كامب ديفيد وتواجد اليونيفيل، كذلك كانت معركة الكرامة في 21 مارس 1968 مقدمة لإبراز حركة (فتح) كحركة تنجز المعجزات، لكن لو تمعنا في دور الجيش الأردني في انتصار! الكرامة، لأدركنا أن ذلك الانتصار كان مفبركاً بهدف تدمير الحركة الفلسطينية من داخلها، وباقي القصة معروف، حيث أن انتصار! الكرامة جعل الحركة مهبط قلوب الشباب الفلسطيني المتحمس ببراءة لقضيته، خاصة أن هذا الانتصار! قد جاء بعد أقل من سنة من هزيمة حزيران 1967، فقُبِل في صفوف الحركة الآلاف دون النظر إلى النوعية، بل اعتمدت الحركة الفلسطينية الكمية، فعجت شوارع عمان وباقي المدن الأردنية بآلاف المقاتلين الفلسطينيين، والذين، إلى جانب جهل القيادة وعدم قدرتها على السيطرة على هؤلاء الذين فجروها من الداخل، مهد لقيام ما عرف بمعارك أيلول الأسود 1970، وبدلاً عن البيانات العسكرية الفلسطينية عن العمليات ضد الإسرائيليين في غور الأردن وداخل فلسطين، بدأت البيانات الفلسطينية تتحدث عن العمليات ضد الجيش الأردني في أحراش السلط وعجلون، وخرج الفلسطينيون مهزومين من الأردن إلى سوريا. تزامن الخروج من الأردن مع الحركة التصحيحية التي قادها حافظ الأسد ضد القيادة القومية في 16ـ11ـ1970، ونظراً لحساسية موقف الأسد وانشغاله في التخلص من أعدائه السياسيين، فقد سمح على مضض للخارجين من الأردن بالتواجد في سوريا ولو مؤقتاً، بانتظار إخراجهم إلى لبنان، وبالفعل شهدت أعوام بدايات السبعينيات نشاطاً فلسطينياً واضحاً في شوارع دمشق، ومن ذلك أن سيارات المنظمات الفلسطينية كانت تحمل لوحات خاصة بها، لا علاقة للدولة السورية بها، وكان رقم لوحة السيارة التابعة لأية حركة فلسطينية ينتهي بالرقم 9/ (مثلاً 9/24375في التخلص من أعدائه السياسييننشغاله في التخلص من أعدائه السياسيينن عمليات في غور الأردن وداخل فلسطين، بدأت البيانات الفلسطينية)، حيث كنت ترى هذه السيارات وهي تخالف قوانين السير من أبسطها  إلى أخطرها، كالسير في الاتجاه المعاكس، أو الوقوف على أرصفة المشاة وتعطيل حركتهم ، دون أن يتمكن أي رجل سير من مصادرة السيارة ، أو حتى تحرير مخالفة سير، فقط عندما كان يشاهد رقم السيارة 9/ والمكتوب بخط اليد على قطعة من الورق المقوى.
كانت هذه السياسة من قبل القيادة السورية – على ما أزعم – مقصودة هادفة، ترمي إلى جعل المواطن السوري يضجر من تصرفات الفلسطينيين، مما سيسهل على القيادة لاحقاً التضييق عليهم، ثم طردهم. وهذا ما حدث بالفعل بإخراجهم إلى لبنان، ثم ملاحقتهم إلى هناك، وقصة العلاقة بين حافظ الأسد والحركة الوطنية اللبنانية والفلسطينية وسحقه لها في أعوام السبعينيات والثمانينيات معروفة لا حاجة لتكراراها.
ما ذكر أعلاه هو شأن عام، وأسمح لنفسي بالخوض قليلاً في الشأن الخاص، ولكن بما له علاقة بهذا الشأن العام. ففي بداية السبعينيات كنت أعمل مدرساً في الجزائر، والتي كانت في تلك الأيام لا تعترف سوى بمنظمة فتح ممثلاً وحيداً للفلسطينيين عندها، وكان السيد أحمد وافي (أبو خليل) هو مدير مكتب فتح في العاصمة الجزائر، وعلى غرار معظم رؤساء مكاتب فتح أينما كانوا (كحكم بلعاوي مدير مكتب فتح في تونس، وسعيد كمال في القاهرة)، كان أبو خليل يمثل الجزائر في فتح بدل أن يكون العكس، وفي تلك الأيام كانت باقي فصائل اليسار الفلسطيني غير معترف بها، بل وملاحقة في الجزائر، وكان قبو مكتب فتح في العاصمة الجزائر عبارة عن سجن يحتجز فيه من يثبت انتماؤه لليسار الفلسطيني قبل أن يرحل إلى بلده. وكواحد من أبناء الجالية الفلسطينية في مدينة عنابة الساحلية شرق الجزائر، فقد اتصل بي الأستاذ حسين خضر (لا بأس من ذكر الأسماء الآن بعد أن مضى على الأمر أكثر من عقود أربعة من السنين) مدير مكتب فتح في المدينة، عارضاً عليَّ انتسابي إلى الحركة، فرحبت بذلك، لكنني عندما جلست أمامه وحيدين في قاعة مغلقة، واضعين المصحف الشريف أمامنا، طلب مني السيد خضر أن أقسم يمين الولاء لحركة فتح، فما كان مني إلا أن انسحبت من القاعة على عجل، مبيناً له أن قسم الولاء لا يمكن أن يكون للمتحرك (فتح) بل للثابت (فلسطين)، وكان ذلك آخر عهدي بالعمل السياسي، لأنني أصبحت على قناعة مطلقة بأن الحزبية هي "عبودية ناعمة"، (مستعيراً هذا المصطلح من الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية)، وقررت أن أكون مستقلاً حتى نهاية العمر.
بالعودة إلى المحترم الذي كان يستعرض بطولاته الوطنية على قناة (روسيا اليوم)، وهو السيد (سعيد كمال)، أقول بأنني تعرفت عليه في القاهرة عام 1977. ففي تلك السنة وقعت الحرب بين القذافي والسادات على حدود البلدين، واستبسل العرب، كالعادة، في سفك دماء بعضهم البعض ببطولة منقطعة النظير، وكان من نتيجة ذلك بالطبع إغلاق الحدود المصرية الليبية، مما أنتج كذلك تقطع السبل أمام المئات من الفلسطينيين الذي قدموا براً بسياراتهم وعائلاتهم من الجزائر وليبيا إلى مصر ذلك الصيف لقضاء إجازاتهم، وبالتالي عدم تمكنهم من مغادرة مصر، وبدأوا بمراجعة مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في حي الدقي بالقاهرة للمساعدة في تسهيل خروجهم، والذي كان يطلب منهم مراجعة مكتب (العجرودي) حاكم قطاع غزة، حيث يعيدهم هذا المكتب بدوره إلى مكتب منظمة التحرير، وهكذا لم يتمكن هؤلاء من مغادرة مصر وقد بدأت أموالهم بالنفاد. اقترح هؤلاء العالقين تشكيل لجنة من ثلاثة منهم للتواصل مع المسؤولين لحل هذا الإشكال، وكنت واحداً من أولئك الثلاثة، وتكرر معنا نفس السيناريو بتقاذفنا بين مكتب العجرودي ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية. كان مكتب المنظمة في حي الدقي يتألف من بناء ذي طابق واحد، ببهو واسع تطل عليه مجموعة من الغرف الواسعة أيضاً، والطريف في مكاتب الحركة الفلسطينية في تلك الأيام أنها كانت تضم مكتبين فلسطينيين: مكتب للمنظمة، ومكتب لحركة  فتح، وكأنهما مكتبين لفصيلين لا يمتان إلى شعب واحد وقضية واحدة بصلة، أو كأن القضية الفلسطينية توأم سيامي ذو رأسين يفكر كل منهما بطريقة مستقلة عن الآخر، فعلى يمينك كنت ترى مكتباً عليه لافتة تقول (مكتب منظمة التحرير الفلسطينية)، وبجواره تماماً مكتب عليه لافتة تقول (مكتب فتح)، وهنا في القاهرة في تلك الأيام كان مدير مكتب المنظمة هو السيد (جمال الصوراني)، ومدير مكتب فتح هو السيد (سعيد كمال)**، تماماً كما كان الحال في بنغازي الليبية عندما كان مدير مكتب المنظمة برئاسة الأستاذ أبو نعيم، وبجواره مكتب فتح برئاسة الأستاذ أبو منهل، (رحم الله الاثنين اللذين تجمعني بهما علاقة  مصاهرة وقرابة على التوالي).
حاولت بمفردي، بعد أن انسحب شريكاي في اللجنة الثلاثية، أن أقنع السيد جمال الصوراني، مدير مكتب المنظمة بالسعي لفتح الحدود المصرية ولو لفترة مؤقتة تسمح بخروج العالقين، لكن جهودي ذهبت سدى، بل وسمعت منه كلاماً مستفزاً لا يرقى إلى الأسلوب الذي يتوقعه المرء من ممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية، تلك التي أصمت آذاننا بالصراخ بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهنا تعرفت على السيد سعيد كمال، والذي كان على ما أزعم، ممثل مصر في حركة فتح*** - على غرار ما كان أبو خليل (أحمد وافي) ممثلاً للجزائر في فتح، وأبو الحكم (حكم بلعاوي) ممثلاً لتونس فيها – ومع أن سعيد كمال كان شاباً وسيماً آنذاك، إلا أن رده كان فجاً يتعارض مع وسامته، وبدا في حديثه المتغطرس وكأنه ليس له علاقة بالشان الفلسطيني، حيث حرص خلال مفاوضاتنا مع السيد الصوراني على إبقاء باب مكتبه الملاصق لمكتب الصوراني مغلقاً في وجوهنا. في هذا الوقت من سبتمبر 1977 (أي قبل زيارة السادات إلى القدس بشهرين أو نحوه )، كان السيد أبو اللطف فاروق القدومي، مسؤول الشؤون الخارجية في منظمة التحرير الفلسطينية، موجوداً في مصر ضمن لجنة التنسيق المصرية - الفلسطينية، وذلك قبل أن يعلن السادات مبادرته لزيارة القدس، وقد تصادف أن يدخل السيد القدومي إلى مكتب المنظمة اثناء احتدام النقاش بيني وبين السيد جمال الصوراني، والذي حاول، بعد دخول القدومي، استرضائي والاعتذار عن خشونته في الرد على مطلبنا بفتح الحدود، وإقناعي بالتالي بعدم مقابلة القدومي حتى لا يعرف مني مدى تجاهل مكتبي المنظمة وفتح لأوضاع الفلسطينيين التي أصبحت مزرية، لكنني تجاوزت محاولته منعي من مقابلة القدومي، فقابلته  شارحاً له الوضع، ودهشت أن أعرف منه أنه لا يدري شيئاً عن هذا الموضوع، فالتفت إلى السيد الصوراني طالباً منه سرعة التحرك لحل هذا الإشكال. بعد أيام قليلة من هذا اللقاء، فتحت السلطات المصرية الحدود لساعات معدودة، وسارت قافلة سيارات الذاهبين إلى ليبيا والجزائر، مصحوبة بسيارات الأمن المصري في مقدمة ومؤخرة القافلة، وبذلك انتهت تلك المعاناة على أرض العرب.           
هنا أود التعريج قليلاً على تناقض وجود منظمات فلسطينية مستقلة مع اندماجها الشكلي في هيكل المنظمة، وهو هنا يشبه تماماً تناقض استقلال الدول العربية في سياساتها المتناقضة، واندماجها في جامعة الدول العربية، فكما أن الجامعة العربية تتخذ قرارات جماعية لا تنفذها الدول العربية بشكل منفرد، فكذلك تتخذ منظمة التحرير قرارات جماعية دون أن يكون لها احترام من كل فصيل فلسطيني على حدة، وهذا التناقض يتجلى في الأيديولوجيات المتناقضة التي تجمع الفصائل الفلسطينية، والتي تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال (استخدام كلمة "اليسار" خطأ لغوي فاضح)، وهذا هو السبب الحقيقي للفشل المزمن لهذه المنظمة، والتي كرست هيمنتها، بقيادة فتح طبعاً، على باقي الفصائل الفلسطينية بقوة المال السياسي، ذلك الذي انهال على رئيس فتح (المرحوم ياسر عرفات) من السعودية والكويت بالخصوص، ذلك المال الذي استخدم من أجل تمويل كل من يجمع حوله ولو عشرة فلسطينيين لتأسيس تنظيم جديد، أو لتحريض جماعات للانشقاق عن التنظيم الأم، فبدأنا نرى أكثر من جبهة شعبية، بل وحتى فتحين وليس فتحاً واحدة. والغريب أن الثورة الفلسطينية لم تتعظ بالحركات الثورية التي سبقتها وحققت انتصارات باهرة كالثورتين الجزائرية والفييتنامية، اللتين لم تحققا النصر على الفرنسيين والأمريكان إلا بعد أن توحدت جميع القوى الثورية تحت راية واحدة، فالثورات الجزائرية المتعاقبة ضد الاستعمار الفرنسي منذ بدأ عام 1830 لم تستطع أن تحقق الاستقلال إلا بعد أن قامت جبهة التحرير الوطني الجزائرية عام 1954 بتوحيد جميع الفصائل الجزائرية تحت لواء الجبهة، بينما لم يتوقف التشتت الفصائلي الفلسطيني عند حدود الضعف الثوري فقط، بل تعداه إلى أن تشتبك الفصائل الفلسطينية مع بعضها في المخيمات، فيسقط منها القتلى والجرحى بالمئات، وعليه، فإذا كانت الجزائر لم تتوصل إلى هذا التوحيد إلا بعد 124 عاماً من الاحتلال (1830-1954) فإن هذا يعني أن الثورة الفلسطينية التي يمكن أن تحقق النصر سوف لن تقوم قبل عام 2072 (1948+124).
حديث السيد سعيد كمال مع (روسيا اليوم) هو تجسيد حي لهذا التناقض، فهو كان يتكلم مع الصهاينة باسم الفلسطينيين جميعاً لكن بلسان فتح، أما باقي الألسنة الفلسطينية، فإما أن أصحابها قد ابتلعوها، أو أنها كانت تلعق الفتات الذي كان يلقيه إليها رئيس المنظمة. ويتابع السيد سعيد حديثه، فيستعرض جولاته المتكررة، ويتباهى ببطولاته في التحادث مع غلاة الصهاينة الأمريكيين، والذي أوصاه السادات منتصف عام 1981، وبالتنسيق مع (أحمد كامل العشماوي) رئيس جهاز الخدمة السرية المصرية****، للقاء  الصهاينة ومنهم (ستيف كوهين) وغيره من أعضاء منظمة (الآيباك) الأمريكية – الصهيونية، وفي تفاصيل حديثه تكلم بلهجة الواثق المتحمس عن عروض فلسطينية سخية قدمها لٌلإسرائيليين، لو عُرِفَت في حينها لكان تعرض لما تعرض له عصام السرطاوي سابقاً، لكنه كان يعيش في كنف الحماية المصرية، كما كانت السرية هي الأسلوب الذي اتبعه سعيد كمال، ليس ممثلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية، بل ناطقاً ومحاوراً مع الإسرائيليين باسم (فتح) كما أسلفت، طبعاً بدون أي تفويض من المجلس الوطني الفلسطيني الذي كان يفترض أنه برلمان الفلسطينيين، تماماً على غرار ما فعلته القيادة الفلسطينية في سراديب أوسلو المعتمة. كان مما طرحه سعيد كمال على محاوريه الصهاينة مجموعة حلول تمهد التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، ومنها مثلاً أن تتم عودة اللاجئين الفلسطينيين، ليس إلى ديارهم  وممتلكاتهم التي طردوا منها عام 48، بل إلى صحراء النقب، حيث تتعهد إسرائيل بمدهم بالمياه المحلاة من البحر المتوسط، كي يقيموا هناك تجمعات زراعية وصناعية!، في محميات شبيهة بتلك التي أقامها نظام التمييز العنصري للسود في جنوب أفريقيا، كما أنه حمل عرضاً من محمود عباس، الذي كان حينها رئيساً للوزراء، بتشكيل قوة دفاع فلسطينية – إسرائيلية للدفاع عن أراضي الدولتين!، دون أن يذكر السيد كمال ضد جيوش من: كوريا، فييتنام أم بوركينا فاسو، لكن ما يثير العجب والدهشة أن وعد محمود عباس بالقتال جنباً إلى جنب مع الإسرائيليين مقابل ثمن هزيل بقيام دولة فلسطينية هزيلة، قد تم لاحقاً بلا ثمن عندما أصبح عباس رئيساً، وذلك عن طريق التنسيق الأمني مع إسرائيل، والذي هو بمعناه الحقيقي القتال إلى جانبها ضد أعدائها، ليس من دول الجوار، بل من الفلسطينيين. كما أنه من الملاحظات الهامة التي أوردها سعيد كمال، والتي تدل على اختراق أمني إسرائيلي واضح للمنظمة من أصغر موظف فيها حتى رأسها، أنه عندما أخبر محاورَه الصهيوني بأن عرفات يصلح لأن يكون رئيساً لفلسطين، أخرج له الصهيوني قائمة بثلاثين ألف اسم لإرهابيين! يتلقون الرواتب من ياسر عرفات،،، فكيف للإسرائيليين الحصول على مثل هذه القائمة المفصلة لولا وجود عملاء لهم في قمة السلطة الفلسطينية؟، هؤلاء الذين أدخلوا القضية الفلسطينية في نفق مظلم مقفل عند المخرجين، كما أنه في حديثه عن مؤتمر فندق ميناهاوس بين المصريين والإسرائيليين، ادعى بأن دعوة أرسلت إلى المنظمة لحضوره لكنها رفضتها، متناسياً أن إلياهو بن أليسار رفض أن يدخل قاعة الاجتماع بوجود العلم الفلسطيني على الطاولة حتى بدون وجود الفلسطينيين، فأزيل العلم الفلسطيني عنها، كما أن (سعيد) دافع بشراسة عن جريمة زيارة السادات إلى القدس، ونقل عن السادات قوله بأنه (لا يهتم بالأردنيين ولا بالسوريين، بل بالقضية الفلسطينية!).
ولإنصاف سعيد كمال من تهمة التخابر مع الإسرائيليين سراً من وراء ظهر الشعب الفلسطيني، بينما كان المئات من الشباب الفلسطينيين يستشهدون أو يعتقلون بالمئات تحت راية التحرير الكاذبة التي رفعتها المنظمة، فقد سبقه في التخابر معهم أستاذه عرفات، وهنا أذكر تصريحاً للنائب العربي في الكنيست عبد الكريم الدراوشة، أدلى به لصحيفة الشرق الأوسط بعد دخول ياسر عرفات إلى غزة في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، فرداً على تعليق الصحفي بأن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها عرفات إلى فلسطين، أجاب الدراوشة بقوله إن ياسر عرفات دخل إلى الضفة الغربية بعد حرب حزيران 67 مباشرة بواسطة ميكروباص مغلق الستائر، ومسدسه على جانبه، وقابل موشي دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، في فيلا برام الله (يعتقد أنها فيلا ريموندا الطويل، والدة سهى زوجة عرفات، وكانت عبارة عن نادٍ صحفي تلتقي فيه بالصحفيين الإسرائيليين). هنا يسقط العتب عن سعيد كمال، إذ بفترة طويلة سبقه عرفات إلى التحادث مع الإسرائيليين. وبما أنني سئمت الحديث عن هذه الشخصية المخاتلة، أترك للسادة القراء – إن شاؤوا – مشاهدة هذه الحلقات على قناة (روسيا اليوم)*****.   
تلك الدقائق التي شاهدت فيها أحد فرسان زمن السقوط الفلسطيني يتباهى بسقوطه، لم أتوقع منها أن تثير في نفسي كل هذه الذكريات المريرة عن فترة هامة وطويلة من تاريخ القضية الفلسطينية، تلك التي باعها من كان يفترض فيهم أنهم أبطالها.
8 إبريل 2014

*- طبعاً بتشجيع من أنور السادات، وأحمد كامل العشماوي، رئيس جهاز الخدمة السرية المصري آنذاك، كما ورد في النص.
**- قناة (روسيا اليوم ) قد قدمت سعيد كمال على أنه كان مدير مكتب منظمة التحرير في القاهرة، والواقع أنه كان يرأس مكتب فتح هناك.
***- وذلك يفسر بشكل لا لبس فيه كيف أصبح سعيد كمال مساعداً للأمين العام للجامعة العربية بفضل الدعم المصري المطلق له، تقديراً من المصريين على ارتباطه بالسياسة المصرية وأجهزتها الاستخباراتية، تلك التي أرسى أسسها أنور السادات بعد 1973، والتي تقوم على الاعتراف بإسرائيل، ومن ثم توقف نشاط سعيد كمال في الحركة الوطنية الفلسطينية، واتخذ من القاهرة، لا رام الله، موطناً له.
****- وهذا التعامل مع الأجهزة السرية المصرية يؤكد الفقرة السابقة بأن سعيد كمال كان ذا انتماء مصري أكثر منه فلسطينياً.
*****- الحلقات مسجلة بالكامل على قناة (روسيا اليوم) ضمن برنامج (رحلة في الذاكرة).