Sunday, January 2, 2011

قليل من التدبُّر

http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif

غريب وطريف حقاً أن ينجر إعلاميون ووسائل إعلام محترمة إلى أفخاخ لفظية مضحكة، فتراهم يجترونها إلى حد لا يمكنهم الفكاك منها أو التفكير في سذاجتها، بل - وبلا مؤاخذة - بلاهتها، من ذلك:
1-
استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية: جملة متداولة بشكل شبه يومي في كافة وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد، من دون أن يفكر مرددوها ولو لمرة واحدة بأن التفاوض في العادة يكون بين الأنداد، لا بين طرفين تفصل بينهما هوة سحيقة، إن في مجال القوة أو المشروعية، إذ مقابل أكثر من ألف طائرة مقاتلة، وثلاثة آلاف دبابة، ونصف مليون جندي، ورئيس وزراء منتخب ديمقراطياً، هناك ما يسمى برئيس فاقد للولاية والشرعية، ووضع (لاحظ لم أقل، نظام) سياسي مهترئ، وقوى أمنية همُّها حماية الرؤساء وكبت أنفاس المرؤوسين، ثم يقولون لك (مفاوضات)! إنها مهزلة، ولكنها جادة.
2-
اجتمع الرئيسان على انفراد: افهم أن يتم ذلك بين رئيسي دولتين عظميين، بينهما حجم كبير من المشاكل التي تحتاج إلى حل، بحيث يكون التفاهم بين أكبر رأسين مدخلاً جيداً لتفاهم باقي الرؤوس، أما أن يجلس رئيس لا يتمتع بأية شرعية أو مصداقية أو حس وطني، مع آخر لا يعترف له بأية حقوق، فتلك الممارسة، من الطرف الضعيف، زلة مهنية يجب على الإعلام القومي ـ بدل ترديدها - التشهير بمن يقوم بها، واتهامه بأنه يعمل من وراء ظهر الناس، ولكم في أوسلو السري عبرة يا أولي الألباب.
3-
الانشقاق أو الانقسام بين فتح وحماس: اصطلاح عجيب، كأن نقول (انشقاق الحزب الديمقراطي عن الحزب الجمهوري، أو انقسام حزب العمال عن حزب المحافظين). يا ناس هذا فرز وليس انشقاقا، فالانشقاق يتم ضمن الحركة الواحدة كانشقاق فتح الانتفاضة عن فتح عرفات، وانشقاق الجبهة الشعبية إلى ثلاثة فصائل، أما بين فتح وحماس، فالحاصل هو فرز وتمايز وتباين عميق في الرؤى والتوجهات، فهل من عاقل يصحح ما اعوج من مصطلحات.
4-
الموقف العربي من ... عبارة عبثية مضحكة، يبدو أن مردديها يعيشون في مجاهل الأمازون، أو ربما في كوكب آخر، ولا يعرفون شيئاً عن النظام العربي، فالأولى من ذلك أن يقال (الموقف العربي المتصدع من...).
بعد كل هذا التخبط اللفظي ـ وهو غيض من فيض، هل هناك من يجرؤ على المراجعة، بدل العناد والممانعة؟

No comments: