Sunday, January 2, 2011

إعدام صدام حسين

http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif

لا أعلم بالضبط أنه قد تم نقل مشهد إعدام رئيس دولة داخل عاصمته كما حصل للرئيس الراحل صدام حسين، ولكن ما أعلمه يقيناً أن أعداء الرجل قد قدموا له أعظم خدمة وذلك قبل أن تنتهي حياته بثوان قليلة، وذلك بالنقل المباشر لعملية الإعدام، ولو توقع هؤلاء الحاقدون أن يقف الزعيم الراحل رابط الجأش صلب العزيمة طليق اللسان أمام حبل المشنقة، لما حرصوا على نقل عملية الإعدام على الهواء مباشرة، مقدمين له بذلك خدمة العمر.
كان صباحاً بائساً ذاك الذي عرضت فيه مباشرة على التلفازمشاهد للرئيس الراحل صدام حسين وهو يتقدم إلى منصة الإعدام بمعطفه الأسود ولحيته التي شابتها بعض الشعيرات البيضاء. أتباعه وأعداؤه على السواء عضوا قلوبهم بأسنانهم. أعداؤه: خوفاً من أن يخذلهم صدام فلا ينهار أمام حبل المشنقة ويطلب الغفران، وأتباعه: خوفاً من خوف قد يشوب قلب القائد، فينهار، فيُفرِحُ بذلك قلوب أعدائه، لكن، وبمرور الدقائق، يتعزز خوف الأعداء، ويزول خوف الأتباع، فها هو صدام يرقى السلم المؤدي إلى حبل المشنقة بثبات يوحي وكأنه يرقى درجات شرفة تطل على بغداد الرشيد، وتتتابع خطواته صعوداً دون أي علامة تدل على وهن أو تردد، فتزداد أسنان جلاديه ضغطاً على قلوبهم، بينما تنفرج أسارير مريديه، ويتأكدون من صدق قائدهم. عرض جلادوه عليه تغطية رأسه فأبى،، تحرك إلى الأمام بجرأة وإقدام كنا نسمع عنهما في حكايات الجدات عن أبطال فعلوا نفس الشيء، لكننا لم نرهم رأي العين كما نفعل الآن. يتلو صدام الشهادتين بلسان قويم طليق كأنما يؤدي يمين الولاء لوطنه وشعبه، يحيي أمته ويؤكد على عروبة فلسطين وكأنه يتلو وصية استشهادي قبل انطلاقه في عملية لن يعود منها، وبمجرد أن بدأ بتلاوة الشهادتين للمرة الثانية، ضاق صدر جلاديه الذين خيب ظنهم، ولطم بثباته وجرأته وجوههم وأدبارهم، فأزاحوا الخشبة التي وقف عليها، فهوى جسده، واستقام الحبل، لكي يلاقي الرئيس وجه ربه راضياً مرضياً.هكذا بقي صدام وفياً لشخصه ومبادئه وأتباعه حتى آخر لحظة في حياته.
المدعي العام العراقي منقذ الفرعون يقول بأن الإعدام قد تم في الصباح الباكر قبل أن يبدأ العيد، غير دارٍ لغبائه بأن اليوم الإسلامي يبدأ عند مغيب الشمس، أي أن يوم العيد كان قد بدأ بالفعل قبل إعدام صدام حسين بحوالي اثنتي عشر ساعة. هنيئاً لصدام على حياته ونهايته المشرفة، وتعساً لجلاديه على جهلهم وخيبتهم المقرفة.

No comments: