Sunday, January 2, 2011

ابشر بطولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ

http://www.alquds.co.uk/images/empty.gif

مع أنني أعيش بعيداً آلاف الأميال عن أرض الرباط، ومع أن الزمن لم يمن عليَّ بإلقاء ولو حجر واحد على قوات الاحتلال، غير أنني لم أشعر بالأمن والاطمئنان على دماء الشعب الفلسطيني، إلا بعد أن أطل علينا السيد نمر حماد - مستشار الرئيس الفلسطيني المنتهية صلاحيته - على شاشة فضائية عربية، وهو يرتدي ملابس أنيقة، كنت أتمنى اقتناءها منذ زمن وعجزت، وأتمناها لكل حبيب وعزيز. أطل علينا المستشار الهمام لكي يطمأنني ويطمئن الشعب الفلسطيني- والأهم من ذلك، لكي يطمئن الشعب الإسرائيلي والمستوطنين خاصة - بأنه (لا انتفاضة بعد اليوم، بسبب الضرر الذي ألحقته الانتفاضتان السابقتان بالشعب الفلسطيني!)، فلا خوف ينبغي أن يتسرب إلى نفوس المستوطنين من تحرك جديد يقوده السيد نمر، حتى ولو فشلت المفاوضات المباشرة الحالية! ويرى سعادته (استمرار النضال بوسائل أخرى)، وليته أخبرنا ما هي تلك الوسائل التي يقصدها، طالما أنه ينفي كونها مقاومة مسلحة أو انتفاضة سلمية. حجم تطمينات سلطة رام الله للاحتلال يتزايد يومياً إلى أن وصل إلى حد تحريم العودة للانتفاضة السلمية، وكم كان بودي لو سألته محاورته عن الأذى الذي ألحقته الانتفاضتان السابقتان به أو بأحد من عائلته أو أصدقائه، أو عن وسائل النضال التي ابتكرها، بل أود أن يزيح أحد ما الستار عن الخلفية النضالية لهذا الهمام، الذي يستكثر على الفلسطينيين القيام بانتفاضة ثالثة، (وبدافع الفضول، أدخلت اسمه على محرك غوغل للبحث، فأعطاني معلومات عن الرجل، أربأ أن أذكرها على صفحات جريدة محترمة). وإذا كان المستشار يستمد صفته في العادة من صفة الرئيس الذي يستشيره، فمن المنطقي أن نصف السيد حماد بالمستشار المنتهية صلاحيته، والباطل مفعوله، وإذا كان رجل مثل هذا يعمل مستشاراً عند عباس، فلنا أن نتوقع ما هو أعظم وأخطر مما رأيناه على أيدي قطعان أوسلو الضالة. ترى لو انقطعت رواتب السيد حماد المصروفة له باليورو والدولار من الأموال التي تستجديها السلطة من الدول المانحة لصالح الشعب الفلسطيني، وقبل ذلك ثمناً لتنازلات سلطة رام الله السياسية، فهل كان السيد حماد سيستمر في تقديم استشاراته (القيّمة!) لرئيسه البائس؟
ولكن، ما نراه نحن الفلسطينيين، أنه إذا ما استمر هذا النوع من التفكير عند مرتزقة دايتون، وإذا ما استمر هذا النهج مسلكاً للذين يعيثون في القضية فساداً، وحيث أن فرزدق الفلسطينيين قد أعلن بأنه سيحارب مِرْبَعَ المستوطنين، بوسائل لم يكشف لنا عن سريتها وخصوصيتها، فليس لنا إلا أن نردد مع الشاعر جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مِرْبَعاً ابشر بطولِ سلامةٍ يا مِربَعُ

No comments: