Friday, June 10, 2016

(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

لستَ بحاجة لأن تكون محلللاً عسكرياً أو خبيراً استراتيجياً، لكي تدرك العلاقة الوثيقة بين النظام السوري وحلفائه مع تنظيم الدولة - داعش -، فعندما كانت داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود لم تكن تقاتل جيش النظام، بل كانت تشتبك مع فصائل الجيش الحر وباقي الفصائل الثائرة على نظام الأسد، ويومها لم يكن بين مواقع تواجد داعش وقصر بشار الأسد سوى مسافة 8 كم (راجع خريطة دمشق على غوغل)، أي أنه كان في مرمى الأسلحة المتوسطة، ورغم ذلك لم تطلق داعش على القصر ولا حتى قذيفة هاون، ثم بعد إرهاقها فصائل أعداء النظام، تم نقل مقاتليها وعائلاتهم، على متن باصات جيت مكيفة أمنتها الدولة السورية، إلى الرقة تحت حراسة الطيران الروسي (الفيديو المرفق). أما أسلوب داعش، فلم نر التنظيم يحتل بلدة موالية للنظام في ريف حمص الغربي، أو في ريف حلب ككفريا أوالفوعة مثلاً، بل اقتصر احتلاله على المدن والبلدات السنية في شمال العراق وشمال سوريا، فقط لكي يشكل ذريعة لتدمير تلك المدن والبلدات، ومن الغريب أنه في كل مرة تُحاصَرُ قوات داعش، يتم حصارها من ثلاث جهات فقط، بينما تترك الجهة الرابعة مفتوحة لكي ينسحب التنظيم منها بعد أن تكون قد دمرت. في الفلوجة استمر احتجاز داعش للسكان المدنيين قبل إحكام حصار الجيش العراقي والميليشيات الطائفية لها، وبعد إحكام الحصار - من ثلاث جهات فقط طبعاً - سمح داعش للمدنيين السنة بمغادرة المدينة، لكي تعتقلهم الميليشيات الطائفية وتنكل بهم.
المشكلة ليست في داعش، فهي مكشوفة كفصيل سوري - عراقي - إيراني شُكِّلَ بهدف التطهير العرقي ضد السنة، لكن المشكلة في أن الكثيرين لم يدركوا هذه الحقيقة حتى الآن، وهم الذي قال الله تعالى فيهم: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) صدق الله العظيم.
https://youtu.be/1rmFipFW7Ig


No comments: