Wednesday, November 28, 2007


الثوب المفتوق في مؤتمر الخازوق

لم تكن الزفة التي سبقت العرس متناسبة مع تفاهة العريس والعروس والمدعوين ، تلك الزفة التي تبين أنها لم تكن سوى حفل استقبال وعلاقات عامة لا أكثر ، والمؤسف أنه بعد أن كان ( كارتر ) الورع ، و( كيسينجر ) العزيز ، عرابين للسلام مع العرب ، ها هو ذا الرئيس الفلسطيني ( رئيس مجازاً ) يقوم بنفس الدور ، حيث لم يكن لوجوده ولا لقضيته أية أهمية تذكر في المؤتمر لو لم يُحضر معه العرب العاربة والمستعربة والمتعربة ، بكل تفاهاتها وبذاءاتها ، فبعد أن أنكرت هذه القبائل تحالفها الغير المعلن مع الصهيونية العالمية ورأس حربتها إسرائيل، ها هي ذي تنكشف لكل من عنده بصر وبصيرة ، فبعد سكوتهم بل ومشاركتهم في الحرب ضد العراق العظيم وتدميره ، وإعدام زعيمه الكبير ، وبعد أن أظهرت بجلاء وقوفها ضد حزب الله في حربه مع إسرائيل الصيف الماضي ، وهي متيقنة واهمة بانتصار الحليف الإسرائيلي ، ها هي ذي فلول القبائل تكشف عن وجهها الحقيقي فتهرول إلى أنابوليس ، وتستقبل الصهاينة في سفاراتها التي تجيد تحضير القهوة العربية ، المقدمة مع أطباق التمر الشهي. كرم عربي حاتمي لا نظير له.
ولكن : عندما تكون العروس مومس ابنة ليل داعرة ، والعريس وغد حقير تافه كان يجلب لها الزبائن ، فلَكَ أن تتصور كيف يمكن أن يكون المدعوون . في حفل الافتتاح ، ضحكت الحقارة من أعماقها ، وانتشت الخيانة حد الثمالة ، وطربت الدناءة حتى رقصت ، وذلك عندما احتضن العزيز ( أولم ) أخاه ( عبس ) وهمس في أذنه : هكذا هي العلاقة معنا يا صديقي : ( يوم لنا ويوم عليك ، نسيتَ المطالبة بحق عودة اللاجئين ، فطالبناك بحقنا في طرد من بقي عندنا من الفلسطينيين ،، واحدة بواحدة ) والرئيس الأهبل يضحك ويأخذ الصور مع الجلادين.
وهكذا ، فمنذ زمن بعيد والحياة السياسية العربية كاريكاتير ساخر ، يبكي بقدر ما يضحك ، ويدمي العيون بقدر ما يدغدغ الخواصر. فالعناق والأحضان المتبادلة هذه الأيام ، تعيد ذاكرتك البائسة إلى ثلاثين سنة خلت عندما ضمت حديقة البيت الأبيض ( ليس تماماً ) طرفاً عجز عن الاستمرار في الصراع إلى النهاية ، وطرفاً انتزع الاعتراف به عبر فوهة البندقية ، ومنذ ذلك اليوم ظل الحمار العربي الغبي يجري خلف الجزرة التي كانت معلقة بالعصا ، متجاهلاً أن الذي يمتطيه كان قد أكل الجزرة منذ زمن بعيد ، ومازال يلهب ظهره بنفس العصا منذ ذلك الزمن .

وهكذا انتهى المؤتمر الخازوق بأسوأ مما ابتدأ به ، لكن المهم أن الأحضان تمت ، والصور أخذت ، والبطون امتلأت ، والعرب العاربة حضرت ، وحمدنا الله على نعماه ، وهو الذي لا يحمد على مكروه سواه ، وعادت قبائل العربان ( أشباه الرجال ) كما ذهبت بالكمال والتمام : يد من الخلف ويد من الأمام ، ، أعاد الله عليهم وعلى أشباههم كل خازوق قادم وهم ينعمون بالخنوع و( السلام ) عليكم ورحمة الله وبركاته.

No comments: