Saturday, December 24, 2011

لَيتَنا لَنا ليلى

أُعْجَبُ - رغماً عن أنفي - بتلك القِوى الكبرى التي استطاعت، وبكفاءة نادرة، أن تخلق كياناتٍ عربية لم يكن أحد يسمع بها قبل سنوات قليلة، وأن تمدها بوسائل الحياة والنمو التي تفتقر إليها أصلاً، وذلك لحاجتها إليها في تفتيت المنطقة العربية ، وترسيخ المصالح الغربية رغماً عن إرادة شعوبها، وفي الوقت نفسه تمكنت هذه القوى الكبرى نفسها من تفتيت وتهميش وإلغاء شخصية كيانات عريقة، تضرب بجذورها آلاف السنين في عمق التاريخ، وذلك عن طريق التدمير بالأسلحة المتطورة تارة ، والحصار الاقتصادي، والحظر الجوي تارة أخرى، والغزو العسكري أخيراً. وهكذا، ففي الوقت الذي يتجه فيه عالم الشَّمال إلى تكوين الكيانات الكبيرة والتجمعات الواسعة بين دُوَلِهِ، يتجه هذا الشمال نفسه إلى خلق ودعم وتنمية الكيانات المصطنعة، واختراع الدويلات الصغيرة في عالم الجنوب، خدمة لمآربه ومصالحه، وله في ذلك الحق كل الحق، لأن كُلاً يغني على لَيْلاه، وبالتالي فما هو ذنب أهل الشمال  إذا لم يكن لدينا، نحن أهل الجنوب، " ليلى" نغني عليها ولَهَا ..

No comments: