Thursday, September 6, 2007

قرنٌ . . . . ولاكُلِّ القرون

شكراً للقرن الحادي والعشرين الذي أعفانا من مشقة الإحراج والخجل و احمرار الوجنتين، ومنحنا في الوقت نفسه أسباباً جديدة للشعور بنفس هذه المشاعر جميعها ، ولكن بطريقة " معاصرة " :
آ- أمور لا يجب أن نخجل منها :
- لا يجب أن نخجل من رمي مخلفاتنا في الشوارع ، إذ أنها مليئة بها ، بنا وبدوننا .
-
لا تخجل إذا ما ضبطوا ابنك متلبساً بتعاطي المخدرات وترويجها ، لأنه - كان الله في عونه - قد تعاطاها لأنه واقع تحت تأثير " ضغوط نفسية " لا يعلمها إلاّ الله ، وإذا لم يقم هو بترويجها ، فسيقوم آلاف غيره بذلك ! .
-
لو أمسك بزوجته متلبسة مع " صديقها! " ، فعليه ألاّ يشعر بأي إحراج أو خجل . عليه بدلاً من ذلك أن يكون متحضراً بما فيه الكفاية ! ، وإلى الدرجة التي يسأل فيها نفسه عن عيوبه التي لا تُطاق ! ، والتي اضطرت " المسكينة " إلى فِعل ما فعلت ! كما أن عليه أن يتودد إلى عشيق زوجته ، لأن العشيق الودود خير وأحبُّ إلى القلب من العشيق اللدود .‍‍‍‍‍‍‍‍‍
-
لن اشعر بأي حرج أو خجل لو أُحِلتُ إلى المحاكمة بتهمة " الاختلاس " لأن الكثيرين من علية القوم قد اختلسوا وحوكِموا قبلي بنفس التهمة ، وبُرِّئوا منها باعتذار شفهي أو مكتوب ، لأن الأمور أصبحت تسير بالمقلوب ، وخرجوا منها معززين مكرمين ، مثل خروج الشعرة من العجين .
-
احتلال المقدسات وانتهاك الأعراض وإذلال العرب على أيدي برابرة القرنين العشرين والحادي والعشرين ، لا ينبغي أن يُوَرِّدَ لنا خدّاً ، أو يهز لنا شعرة في جفن ، فهي مرحلة تاريخية لا بد منها ! ، تماماً كاحتلال الصليبيين لبلادنا طيلة قرنين من الزمان ، وبعد ذلك رحلوا عنها إلى غير رجعة ! .
ب- أمور يجب أن نطأطىء لها الرؤوس ، وينفر بسببها الدم من الخدود ، إحساساً بالعار والشنار:
-
طأطىء رأسك وامسح عرقك إذا ما سألك أحدهم عن رقم هاتفك النقال ، فقلت له أنك لم تمتلكه بعد ، إذ أن هذا يعني أنك تهمل استخدام تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين ، وبالتالي لا تنتمي إليه ، ‍ويعني أيضاً أنك لست رجل أعمال مهماً ، وأن الذي يريدك لا يستطيع أن يجدك فوراً ! ، وبهذا فأنت ما زلت متخلفاً عن الركب رغم أن الكثيرين من الصم والبكم قد بدأوا باستخدام هذا النوع من الهواتف ، فماذا تنتظر؟ ‍.
-
مع أنه لا يستخدمه إلاّ للتسلية بألعابه فقط ، فالويل كل الويل لك إن قلت له بأنك لا تملك جهاز كمبيوتر، ومع أنه لا يعرف كيف يدخل على الشبكات العنكبوتية المختلفة ، بل يعرف فقط كيف يحصل منها على آخر النكات السخيفة ، - مع أنه حياته اليومية مليئة بالنكات التي تكفيه لكي يضحك على نفسه وعلى قومه حتى آخر العمر - ، أو يعرف كيف يتحادث CHAT مع " أصدقاء " له في أستراليا أو نيوزيلندا ، مع أنه لا يعرف حتى أسماء جيرانه في نفس العمارة ، فالعار كل العار سوف يتلبسك إن أنت أخبرته أنك غير مشترك مع شبكة الإنترنيت . لكن الذي هو أكبر من ذلك بكثير يا محترم ، والذي ينبغي أن يجعلك تقف خجولاً أمام نفسك وأمام الناس : هل يُعقل أنك لا تمتلك بريداً إلكترونياً (e.mail ) ؟ ، يا للهول ! ! .
-
أنت ظلامي ، ومن دعاة التخلف والردة إن لم يكن لديك صديقة غير زوجتك (GIRLFRIEND) ، ( اللفظ المهذب لكلمة " عشيقة " ) وعليك - إن نفيت ذلك - أن تكون مستعداً بكمية كبيرة من المناديل الورقية لكي تجفف بها عرقك يا . . متخلف .
-
عليك أن تخجل من النظر إلى وجهك في المرآة ، وأن تراجع كل قواميس الدنيا منقباً عن جميع كلمات الاعتذار والندم والحسرة ، وبجميع اللغات ، وذلك إذا ما زلَّ لسانك وتحدثت عن ضرورة الوحدة العربية ، وتحرير " القدس الشرقية ‍" . . الشرقية فقط ) ‍ ، والتصدي للمخططات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية للهيمنة على المنطقة العربية . اعتذر يا أخي بكل شجاعة ، نعم . . اركع واعتذر . . . فليس في ذلك عيب ، لأن الثبات على الحق رذيلة ! والإصرار على الباطل فضيلة ! أليست هذه هي قِيَمُ زمننا الذي نحيا ؟ اعتذر ياسيدي وإلاّ ‍‍‍‍. . . أليس كذلك ؟ .
شكراً لك عزيزنا القرن الحادي والعشرين ، أنت الذي غيرت لدينا مفاهيم العيب والخجل واحمرار الوجنتين ، وجعلتنا نسير على اليدين عِوَضاً عن القدمين .

No comments: