Thursday, August 30, 2007

الله الله ياعرب
خطفت حركة طالبان ثلاثة وعشرين كورياَ فقامت الدنيا ، ثم أطلقت سراح الباقين بعد قتل اثنين من الرهائن فقعدت الدنيا ، بعد زوبعة اجتاحت جميع الدوائر السياسية والدبلوماسية الدولية ، وليس في هذا غريب أو معيب ، فالإنسان قيمة تعلو على كل ما عداها من مخلوقات الله . هنا يحلو لي أن أتخيل لو أن مجموعة من الفلسطينيين ( طبعاً من حملة وثائق السفر ) كانت تعمل في أفغانستان ، وقامت حركة طالبان بخطف عشرين منهم ، ثم طالبت بإطلاق سراح معتقليها لدى حكومة الحاصل على جائزة نوبل للعمالة ( أحمد كرزاي ) وإلا ستقتل اثنين من الفلسطينيين كل يوم فماذا سيحدث ؟ ولا شيء ، نعم ولا شيء ، ، ، لا ، لا آسف ، بل سيحدث شيء مضحك مبكٍ : ستقوم الحكومة الأفغانية بخطف مائتي فلسطيني ( طبعاً من حملة وثائق السفر ) ، وسترد على طلب ( طالبان ) بأنها ستقتل عشرين فلسطينياً مقابل كل اثنين تقتلهم ( طالبان ) . لو صادف ووقع هذا الحادث أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربي ، فإن البيان الختامي للقمة سيكتفي بمطالبة الحركة والحكومة الترفق بالرهائن ، وذلك بتخفيض عدد المعدومين من اثنين مقابل عشرين إلى واحد مقابل عشرة كل أسبوع بدل كل يوم ، وبدعوة الأطراف إلى ( ضبط النفس!!)، أما الجامعة العربية وبمجرد أن تعلم بالواقعة فإنها ستعطي موظفيها وأمينها العام إجازة مفتوحة مدفوعة الأجر بالدولار الأخضر الرنان ، وذلك حرصاً على عدم تدهور العلاقات بين دلوع أمريكا ( كرزاي العظيم ) والجامعة العربية ، خاصة في هذه الظروف الحرجة التي تنام فيها الجامعة نومة أهل الكهفً . سفارة فلسطين في كابول سوف تحمِّل الفلسطينيين المخطوفين مسؤولية عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم الوقوع في الأسر،وتعتذرعن التدخل في هذا الشأن الأفغاني الداخلي ، ثم يأتي دور حكومة ( أبو مازن ) المؤقتة لكي تؤيد موقف سفيرها في كابول ، خاصة وقد تبين لها من الكشوفات المالية أن هؤلاء الفلسطينيين المخطوفين لم يكونوا يسددون الجزية المالية لحساب منظمة التحرير الفلسطينية .هناك بعض برقيات التأييد وعدم الاستنكار سوف تتلقاها الحكومة الأفغانية وحركة( طالبان ): البرقية الأولى من الأخ العقيد القائد – الخط الأحمر – إذ سيذكِّرهما بأنه سبق وأن نفى مئات الفلسطينيين إلى حدوده مع مصر ، فمات قسم منهم بالحر والقر ، وقسم آخر بالجوع والقهر ، دون أن ترف للضمير العالمي عين أو أذن ، ودون أن تحرك منظمات حقوق الإنسان والحيوان ساكناً أو متحركاً ، فماذا يخشى الخاطفون الأفغان من الجانبين ؟. البرقية الثانية ستكون من وزير خارجية دولة تقع غرب العراق ( ممكن روسيا بوسيا أو شيء من هذا القبيل لا أدري ) سيقول فيها بأن بلاده قد تركت مئات الفلسطينيين محتجزين على الحدود مع العراق في خيام ليست كالخيام ، كأنهم الأيتام على مآدب اللئام ، هوجموا من قبل ميليشيات حاقدة ، بعد أن كانت قد هاجمتهم من قبلُ جحافل الحر والقر والجوع والعطش ، ومع ذلك لم يهتز في جفن ( أبو مازن الهمام ) شعرة ، ولم تلمع في صلعة ( أبو قريع ) شمعة ، كما لم ينتحر الضمير العالمي حزناَ ولوعة ( ربما لأنه ميت أصلاً ) .
زعيم قلب الأمة العربية في برقيته البليغة سوف يهديء خواطر الطرفين ، ويذكرهم بأن العشرات من مئات الفلسطينيين العالقين على معبر رفح قد ماتوا بدون أن تثور أية ضجة بسبب ذلك ، كما لم يتلق أي احتجاج من الحكومة الفلسطينية!!! ، فلماذا يتأخر الطرفان في تنفيذ تهديداتهما
هنا ، وعندما وصَلَت إلى حركة ( طالبان ) وحكومة ( كرزاي ) هذه المواقف العربية اليعربية ، بصق الطرفان على هذه البرقيات ، وعلى أمة أنصاف التسويات ، ثم أطلقوا سراح رهائنهم المئتين والعشرين ، معززين مكرمين ، ليس لأنهم عرب ، بل لأنهم كانوا فلسطينيين ، وهكذا انتهت أزمة الرهائن المخطوفين ، وكل أزمة رهائن وأنتم طيبين .

No comments: