Friday, February 26, 2016

حلف بدل حلف

فقط لتلخيص ما يجري في سوريا وخاصة الموقف الأمريكي اللا مبالي منها:
كلنا يعلم أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط كان لسببين أساسيين: تأمين صادرات النفط، وأمن إسرائيل، وبزوال هذين السببين، يزول مبرر التواجد الأمريكي في منطقتنا. فموضوع النفط توارى عندما أصبحت أمريكا مكتفية ذاتيا، وأمن إسرائيل قد أصبح مضمونا بانقلاب السيسي في مصر، وبسيطرة الإيرانيين - أعداء إسرائيل الوهميين - على العراق، وفي سوريا بقرب انتصار حلفاء بشار الأسد وتكريسه رئيسا مدى الحياة لكي يتابع علاقة سوريا الطيبة مع إسرائيل منذ تولي والده السلطة عام ١٩٧٠، وفي أحسن الحالات لو اندحر الأسد وانتصرت الثورة، فلن يكون بإمكان سوريا تهديد إسرائيل ولو بعد ربع قرن من الزمن. لهذا نرى الابتعاد الأمريكي هذه الأيام عن الساحة الشرق أوسطية والتفاتها إلى مشاكل جنوب شرق آسيا.
لكن ما يغيب عن أذهان الكثيرين أن اللوبيين الصهيونيين في موسكو وواشنطن هما اللذان يحركان خيوط القضية السورية، وكما تحلل وانهار حلف وارصو في بداية تسعينيات القرن الماضي بسبب تخاذل موسكو، أعتقد أن حلف الناتو سوف يلقى نفس المصير بسبب تخاذل واشنطن، وذلك بعد مشاهدة أعضائه - خاصة أعضاء دول الحلف في أوربا الشرقية - خذلان الولايات المتحدة لتركيا، حليفتها الرئيسية في الناتو، وكذلك تخليها عن نجدة أوكرانيا، مما سيستتبع نشوء حلف شرق أوربي / شرق أوسطي جديد:(سوريا - العراق - إيران - مصر - لبنان - الأردن - إسرائيل) بقيادة روسيا، عندها سيُصبِح العالم غير العالم الذي نعرفه اليوم.

No comments: