Friday, February 19, 2016

أكثر من حلم، لكنه سيصبح حقيقة


منذ أن حلِم إنسان الكهف باكتشاف شيء ما يعطيه الدفء ويطهو له الطعام، لم يتوقف خياله في يوم من الأيام عن الأحلام العلمية، إلى أن وصل إلى به الحلم بإمكان التواصل مع مخلوقات في كواكب بعيدة. في هذه المسيرة تحولت الكثير من الأحلام إلى حقائق، غير أن بعض الأحلام كانت تحمل في ثناياها ثبات استحالتها كما في العلوم الإنسانية، إذ حلم المؤرخون وتمنّوا لو كانت أحلامهم قد تحققت في سبيل خير البشرية بافتراضهم الحلم - النظرية (ماذا لو؟)، كالقول: (ماذا لو لم يحتل هتلر بولندا؟، وماذا لو لم يغزُ صدام حسين الكويت؟، ماذا لو لم يقصف اليابانيون بيرل هاربر؟).
في عالم الإدارة ربما يراودني حلم يبدو أكثر من حلم، لكنني أفترضه سيكون في يوم من الأيام واقعاً لا محالة، فمن المعروف أن على من يتقدم لشغل وظيفة حكومية أن يقدم من بين الوثائق المطلوبة وثيقة ما يسمى (الصحيفة الجنائية)، وهي المعروفة في مصر باسم (فيش وتشبيه)، وفي سوريا (لا حكم عليه)، التي تثبت أن هذا الشخص لم يحكم عليه في جناية أو جنحة، ومن البديهي أن هذه الوثيقة لا تحتوي على ميول صاحبها السياسية والاجتماعية التي كانت في ما مضى مكنونات في نفسه لا يمكن لأحد الاطلاع عليها. أحلم أنه في وقت قريب سوف تكون من بين الوثائق اللازمة لمن يتقدم لشغل وظيفة حكومية أن يتقدم بصورة عن صفحته على الفيس بوك، وهي الصفحة التي كان المسكين قد بث عليها همومه وتطلعاته وآماله ومواقفه من كل شيء، خاصة حكومة بلاده، وهل هناك أكثر من هذه الوثيقة قدرة على إطلاع الحكومة على حقيقة هذا الشخص؟، وفي هذا الأمر لن تستثنى أية حكومة، سواء كانت ديمقراطية أم دكتاتورية.

أما دليلي على تأكد حدوث هذا الأمر فهو: هل سيستطيع مهاجر سوري طفحت صفحته على الفيس بوك بالهجوم على نظام بشار الأسد، هل سيستطيع العودة إلى  سوريا لو استمر هذا النظام في الحكم؟. أشك في ذلك.   

No comments: