Thursday, July 20, 2017

خيارات جميعها خاسرة
منذ أن توالت النكسات على رؤوس العرب بعد نكسة 1967، كنت أقول بأن العرب قد وضِعوا أمام خيارات تبدو جميعها خاسرة، فأصبحوا على رقعة الشطرنج في موقف "كش ملك"، فمثلاً: (إن هم حاربوا إسرائيل، خسروا المعركة، وإن هم صالحوا إسرائيل، خسروا الحق، وإن هم لم يفعلوا شيئاً، تركهم العالم وراءه ومضى).
كذلك يقف الفلسطينيون اليوم أمام خيارات جميعها خاسرة، فبعد وخلال أزمة الأقصى هذه الأيام: إن هم رفضوا دخول المسجد عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال على مداخله، يكونون بذلك قد أفسحوا المجال للمستوطنين لأن يتجولوا في الحرم القدسي بكل حرية، وإن هم دخلوا عبر البوابات المذكورة، يكونون بذلك قد اعترفوا بالسيادة القانونية للاحتلال على المسجد الأقصى، وإن هم لم يفعلوا هذا ولا ذاك، فقد تنازلوا عن حقهم في أولى القبلتين.
أما العرب، فهم مشغولون بمشاكل أهم بكثير من قضية الأقصى: تدمير بلادهم بأيديهم، والخلاف على ولاية العهد، وتشديد الحصار على أشقاء لهم في كل شيء.
عند جميع الشعوب، لا تصبح الخيارات جميعها خاسرة إلا عند افتقاد القوة.

No comments: