Friday, December 7, 2012




المكرم الأستاذ وائل الأبراشي: بعد التحية والدعاء إلى الله أن يوفقك ويمتعك بالصحة والعافية، وبعد:
فمن باب المحبة والاحترام أقول لك بأنك خيبت ظننا بتغطيتك الفاشلة لأحداث يومي الرابع والخامس من الشهر الجاري، فناهيك عن كونك صحفي عليه واجب التمتع بالحياد الإيجابي، والتعبير عن رأيه بلا مبالغة أو تحيز، فإنك بوصفك ما كان يجري أمام الاتحادية بأنه حرب أ
هلية قد ارتكبت زلة مهنية، وخطيئة لغوية، ربما لن يغفرها الله لك قبل عباده. فعبارة (الحرب الأهلية)، كما تعلم أو لاتعلم، تطلق على القتال عندما ينشب بين فئات طائفية مسلحة داخل الوطن الواحد مع غياب تام لقوة الدولة، ومثالها الحي ما جرى في لبنان في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وما جرى بين الهوتو والتوتسي في أفريقيا، أما مصر، فيتمتع شعبها ببنية اجتماعية متماسكة، ليس بين أفراده فرق سوى في الديانة: مسلم ومسيحي، وصلى الله وبارك، وجيشها سليم معافى، أما عبارتك (حرباً أهلية)، فقد ساهمت في إحجام الناس عن زيارة مصر وأنا منهم، مصر قلب العرب، ومهبط أفئدتهم، والتي تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى للدخل من السياحة. أما التزامك بخط من يسمون أنفسهم هذه الأيام (قادة الثورة الحقيقيين)، فعمرو موسى من بقايا النظام البائد، ومحمد البرادعي معتاد على الخضوع لإملاءات واشنطن، وهو الذي استعان مؤخراً بأوربا وأمريكا للتدخل في الشأن المصري، وهذه خيانة لا جدال حولها، أما حمدين صباحي، فقد لوث نفسه بالانضمام إلى المذكورين، وخسر بذلك الكثيرين من أتباعه. أما الذين يهاجمون الإخوان المسلمين اليوم، فهم الذين بتفكك جبهتهم وتخاذلهم ومطامعهم الشخصية في الحكم، قد ساهموا في وصول الإخوان إليه. للعلم فأنا لست من الإخوان، ولست مصرياً، ولكن قلبي مع مصر وشعبها. وفي الختام أرجو أن تكون متوازناً ومنطقياً في طرحك على قناة دريم التي أشاهدها وأنا مقيم في أمريكا.
ختاماً: كنت أود أن تكون رسالتي هذه أكثر لطفاً ورقةً، لكن انحيازك الغير متبصر دفعني، وبدافع من الحب والتقدير والاحترام، إلى كتابة ما كتبت، والذي إن كان له عذر فهو حب مصر وشعبها العظيم، متمنياً لك التوفيق والنجاح.

No comments: