Sunday, September 18, 2011


   كتب عادل عبد الرحمن مقالاً يتحدث فيه عن تفاؤله بالتهديد الذي أطلقه الأمير تركي الفيصل  
محذراً الولايات المتحدة من مغبة استخدام حق النقض ضد قيام دولة فلسطينية
وكالعادة - ولا يآخذني أحد - لا أمل من مماحكة ما لايعجبني من الآراء.
تذكرني معارضة أمريكا وإسرائيل قيام دولة فلسطينية بمعارضة أمريكا وإسرائيل ( زمن شارون ) لترشح حركة حماس للانتخابات التشريعية الفلسطينية، حيث كانت تلك المعارضة من أهم أسباب فوز حركة حماس بالانتخابات النيابية الفلسطينية، إذ أن الإنسان بطبعه يميل دائماً إلى معارضة رأي عدوه ( وهذا موقف نفسي مبرر )، ولكن عندما أدرك العدو سر اللعبة، بدأ يتقن استخدامها، فيؤيد ظاهرياً ما لا يريده، ويعارض ظاهرياً ما يريده، ولولا فوز حماس ( وأنا بالطبع لست ضد ترشحها ) لم يحدث الانشقاق بين غزة والضفة.
المقال حول الموقف السعودي مقال جاهل بالجملة، خاصة فيما يتعلق بتهديد !!!!! السعودية لأمريكا إن هي استخدمت الفيتو ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية المزمع قيامها، خاصة أن محمود عباس - المنتهية ولايته - قد وعد إسرائيل بعدم استخدام أية وسائل غير التفاوض، ذاك الذي فشل على مدار 20 سنة، والآن سيستمر التفاوض بعد الاعتراف بالدولة التي لن يكون لها حدود ولا سيادة ولا مياه مع بقاء المستوطنات واحتلال القدس، وسيكون الأمر مجرد استبدال طاقم أوسلو بطاقم الدولة الجديدة مع نفس الوجوه البائسة ( عباس - قريع - عريقات - شعث إلخ...)، أما المكسب الإسرائيلي الحقيقي فهو:1-إسقاط حق العودة -2- شرعنة الاعتراف بيهودية إسرائيل -3- اعتراف الدول العربية جميعها بإسرائيل - 4 - تهجير عرب 48 إلى أراضي الضفة وغزة، التي لن تحتمل هذه الزيادة السكانية، وعندها تكون السعودية - بعد أن توقع مع غيرها من أغنام العربان اتفاقية سلام واعتراف بإسرائيل - تقوم مع "دول مدن" الخليج بفتح أراضيها للعمالة الفلسطينية، طبعاً بضغط الحذاء الأمريكي على رؤوسها، ثم تبدأ رؤوس أموال وشركات إسرائيل بالبرطعة في دول الخليج علناً، وهي الآن سراً، ولسان حال أصحاب العقل والشماخ يردد ( وكفى الله المؤمنين القتال ) متناسين الآية التي سبقتها ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا )، مستخدمين آيات الذكر الحكيم في غير مواضعها كأن يستشهدوا بالآية ( وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) متجاهلين الآية التي تليها ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول ). إسرائيل بعد تفتح أزهار الربيع العربي بحاجة ماسة إلى وجود دولة فلسطينية مسخ تكون مبرراً للعرب للاعتراف بها، وهذه الدولة توشك أن تقوم فقط في الأمم المتحدة، فلا هي بالدولة ولا هي بمنظمة التحرير، والاثنتان أكثر خيبة من بعضهما.
هذا المشهد الكوميدي الذي يرسمه "عادل عبد الرحمن" من خلال رسالة تركي الفيصل هو مشهد مضحك مبك في نفس الوقت، لكنه بالتأكيد يخاطب عقول الذين لم يقرأوا التاريخ، حتى القريب منه. 
 

No comments: