Saturday, September 10, 2011


حق العودة: لماذا لا نعود إليه

 

حتى لا نُفهم خطأً في انتقادنا لأسلوب ونتائج تصرفات رجالات أوسلو، علينا بحب وأخوية أن نقرر أننا نتحدث عن مجموعة من أبناء شعبنا الذين اجتهدوا في إيجاد حل لقضيتنا فأصابوا في مواضع فلهم أجران، وأخطأوا في مواضع أخرى فلهم أجر واحد، لكن الغريب الذي لا يمكن فهمه أو إيجاد تبرير له هوعدم إدراك القيادات الفلسطينية المختلفة ( وهي بحمد الله بعدد نجوم السماء ) أهمية المطالبة بحق العودة للاجئي الشتات، وهي الحل الوحيد العملي أمام الفلسطينيين، خاصة بعد تلاشي القوة العسكرية منذ الخروج من بيروت عام 82، بل واعتراف المنظمة الرسمي بعدم جدوى تلك المقاومة، ومن ثم اعتمادها التوجه إلى الحل السياسي عن طريق المفاوضات. وكم كان بودي لو كانت المفاوضات قد بدأت أصلاً مع الأمم المتحدة - التي تعود إليها القيادة الآن متأخرة نصف قرن من الزمان - وذلك للإصرار على تطبيق قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحق العودة، إذ أن الموسوعة البريطانية وكافة وثائق الأمم المتحدة تعرف اللاجيء على أنه: ( الشخص الذي أجبر على مغادرة وطنه الأصلي رغماً عن إرادته )، وبما أن وكالة الغوث قد أنشئت لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين، فقد كان هذا تأكيدأً على صفة الفلسطيني القانونية المذكورة على أنه الشخص الذي طرد من موطنه الأصلي بالقوة خوفاً من التطهير العرقي أو الديني إلخ..، وبالتالي فإن إنهاء مشكلته تكمن بشكل بديهي في عودته إلى موطنه، إذ تحمل وكالة الغوث اسم   (United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East)، فذكر كلمة ( اللاجئين ) واضحة جلية في اسم الوكالة، وهذا ما يشكل اعترافاً صريحاً من المنظمة الدولية يؤكد على أن الفلسطيني قد أخرج بالقوة من موطنه الأصلي.

تصادفنا أحياناً بعض المشاكل التي تبدو عصية على الحل، لكننا بعد فترة من التأمل والتبصر نرى أن الحل أسهل مما كنا نتوقع، لذلك نَصِفُ الحل أنه كان (مغطى بقشة). وعلى افتراض أن كل شيء في الساحة الفلسطينية مفهوم ومبرر، إلا أن الذي لا أفهمه حتى الآن هو استمرار وجود هيكل يسمى زوراً وبهتاناً:        ( منظمة التحرير الفلسطينية )، فهل بعد هذه التسمية خداع أكثر للذات وضحك على الذقون، بل وعلى اللحى أيضاً؟. عندما تصر قيادة المنظمة على تجاهل جميع الأسلحة القانونية التي يمتلكها الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحقيق حريته والعودة إلى أرضه، فإنها بذلك تقف في صف أعدائه، بينما هي محسوبة عليه على أنها قيادته، وفي قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعية جدار الفصل العنصري خير دليل على فشل هذه القيادة، حيث لم تتابع ذلك القرار الهام، ولم تعمل على تفعيله في المحافل الدولية لكي تثبت بطلان وجوده على الأرض الفلسطينية، فهذا الجدار قد مزق المجتمع الفلسطيني إنساناً وأرضاً في المناطق التي عبر منها، ومع ذلك نستمر في اتهام القوى الغربية في العمل ضدنا، ونتباكى أمام أبواب المحافل الدولية أنها لا تستمع لأصوات استغاثتنا، بينما آذان السلطة الفلسطينية صماء وألسنتها بكماء، تنفذ طموحات ومطامع الاحتلال بصورة طوعية أو مجبرة.

لا بد لجماهير الشعب الفلسطين التي تتظاهر مطالبة بزيادة الرواتب، أن تخرج مطالبة باسترداد الكرامة. 


No comments: