Saturday, September 3, 2011


خفق الأمنيات
(قصة قصيرة جداً)
بين بيت الصبي وبيت الصبية مئتان من الأمتار. يخرج الصبي في الساعة السابعة صباحاً من الباب متوجهاً إلى مدرسته. يتجه شِمالاً، فمدرسته في ذلك الاتجاه، وتخرج الصبية في نفس الوقت متوجهة إلى مدرستها. تتجه يميناً، فمدرستها في ذلك الاتجاه. في منتصف المسافة بين بيتيهما، وعلى بعد بضعة أمتار من الطريق، هناك شجرة جُمّيز كبيرة وارفة، تحتها مقعد حجري. يلتقي الصبيان في منتصف المسافة تماماً. يختلس كلاهما نظرة خجولة إلى صاحبه، ثم ينظران في نفس الوقت إلى الشجرة والمقعد. يهمسان في قلبيهما الصغيرين، وفي وقت واحد: " متى سنجلس سوية وحيدين على ذلك المقعد؟".
الآن - بعد خمسين عاماً -، ههما يجلسان تحت شجرة الجميز، على نفس المقعد الحجري الذي غطت جوانبه نباتات متسلقة، صامتين، وحيدين كما تمنيا: هي تحيك كنزة من الصوف لحفيدتهما، وهو يمسك بيده قلم رصاص يحاول إيجاد حل لكلمات متقاطعة. من أمامهما يمر الصُّبيان في طريقهم إلى مدارسهم، وكلما التقى أمامهما صبي وصبية، ونظرا باتجاه الشجرة، سمع العجوزان هاتفاً يقول: " متى سنجلس سوية وحيدين على ذلك المقعد؟".      

No comments: