Monday, June 29, 2015

بين السياسة والقَيم

من البذاءة بمكان أن يقوم الإعلام السعودي المتخفي في زي الحيادية، والذي يبث من دبي، بمهاجمة الرئيس التركي أردوغان، ويشمت بانحسار نفوذ حزب العدالة والتنمية لصالح أحزاب علمانية وشيوعية، كحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وذلك ليس بمستغرب على السياسة السعودية التي دأبت منذ قيام المملكة في ثلاثينيات القرن الماضي على المساهمة في تفتيت جميع دول الجوار، فقط حرصاً على نظامها الملكي، ومواقفها من مشروع الهلال الخصيب القاضي بتوحيد العراق وبلاد الشام، وموقفها من الوحدة المصرية السورية، وموقفها من الحرب العراقية - الإيرانية، ليس بالوساطة بين جارين مسلمين، بل بتأييد العراق بالمال لضمان استمرار الحرب ودمار العراق، وسكوتها على جرائم حافظ الأسد في حماة 1982 ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد ذلك، وتأييد الأكراد في شمال العراق لتفتيت وحدته، وتأييد جون جارانج في جنوب السودان لتقسيم ذلك البلد العربي، وأخيراً جريمتها في تصنيف الإخوان المسلمين، وهي الحركة السنية السياسية الوحيدة، كحركة إرهابية، وتأييد انقلاب السيسي في مصر، والذي تأكدت السعودية أنه سوف يقسم أكبر قطر عربي إلى جناحين متقاتلين إلى ما شاء الله، ودعمها للحوثيين ثم انقلابها عليهم لتسهيل تفتيت اليمن، جميع هذه المواقف السعودية لم تكن تهدف سوى لزرع الشتات والتفرقة والدمار في جميع دول الشرق الأوسط العربي، فهل نلومها بعد ذلك على الانتقاص من وزن أعظم زعيم مسلم في وقتنا الحاضر: رجب طيب أردوغان.
فهل يتعلم جيل الشباب من حكام السعودية من أخطاء آبائهم وأجدادهم، فيتزعمون قيادة العالم العربي إلى وحدة تجمع شتاته وترفع من قيمته بين أمم الأرض؟. سؤال كبير ربما تجيب عليه الأيام القادمة، وأنا متفائل بذلك.

No comments: