Wednesday, December 17, 2014

مع الدكتور حسن نافعة

رسالة وضعتها على صفحة الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، تعليقاً على مقابلته اليوم على فضائية البي بي سي:

تحياتي: تابعت اليوم لقاءك مع البي بي سي العربي، وقد عجبت لذكرك سببين للانقلاب على الشرعية في مصر. أما بخصوص السبب الأول وهو تحصين الدكتور محمد مرسي لقراراته، فقد كان أمراً ضرورياً لتصويب الانحراف والفساد الذي ضرب مؤسسة القضاء المصري منذ حادثة دنشواي 1906 حتى اليوم (وهو التصويب الذي يقوم به أردوغان في تركيا)، وفي هذا الأمر لن أناقشك كثيراً.
 أما السبب الثاني الذي ذكرته سيادتك فهو تأييد الدكتور مرسي لـ (الإرهاب) في سوريا، أي أنك أدرجت الثورة السورية في خانة الإرهاب، وهذا لعمري ختل وخلل في أسلوب التفكير الذي ينم عن جهل مطبق بالوضع السوري، فقد تجاهلت سيادتك الوضع الذي كان يعيشه الشعب السوري لخمسة عقود منذ انقلاب البعث في مارس 1963تحت نظام دكتاتوري لم يشهد له التاريخ مثيلاً، خاصة في زمن الأب والابن، ولو كان لمحمد مرسي ميزة وفضل فهو تأييده الثورة السورية، لأنك بعلمك الغزير تعلم أن إسرائيل لم تتنفس الصعداء إلا عندما تم فصل الوحدة السورية المصرية عام 1961 بمال سعودي عفن، ولو أنك أنصفت لذكرت ما قاله الدكتور محمد مرسي في الاستاد الرياضي عندما قال: (ولا ننسى أننا كنا وسوريا دولة واحدة)، ولا شك أن سيادتك تدرك مدى وقع هذه العبارة على إسرائيل، لأنها بالتأكيد فهمت من هذه العبارة توجهاً وحدوياً من الرئيس مرسي مع سوريا، لذا كان بديهياً أن يتحرك الجيش المصري المحكوم بقيادة عميلة حافظت على اتفاقية كامب ديفيد 1979 لعقود طويلة - كما يحافظ الجاسوس محمود عباس على اتفاقية أوسلو 1993، وبشار الأسد على اتفاقية فصل القوات 1974، ومؤخراً حزب الله والقرار 1701 واليونيفيل 2006 -، لذا لطفاً: لا تحدثني عن إرهاب الإخوان المسلمين، وقد رأيت بنفسك مهاجمة قصر الاتحادية بالمولوتوف، وتخريب ونهب مقرات حزب الحرية والعدالة، ولو كان الإخوان إرهابيين لسلّحوا أتباعهم ولقتلوا آلاف المصريين، تماماً كما فعل البعثيون في سوريا عام 1964 عندما أنشأوا ميليشيا الحرس القومي. ألا ترى معي سيادتك بأن الهجمة على الإخوان من جميع الدكتاتوريات العربية، وخاصة تصنيفها من قبل السعودية وباقي دول الخليج على أنها حركة إرهابية، هي وسام على صدر هذه الحركة؟.
أنا أحترم علمك الغزير، لكن ربما غابت عنك أشياء كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري، فإن أشكل عليك أمر، فدرجتك العلمية تدعوك إلى السؤال عما أشكل عليك.
جميع ما ذكرته سابقاً أدرجه ضمن الاحترام الكامل لشخصك الكريم، وعلمك الغزير. 
تحياتي.


--   

No comments: