Friday, December 12, 2014

صداقة وهمية

الاستكثار من الخير فيه خير أكثر، لكنها ليست قاعدة، ففي ذلك أحياناً محاذير، فمثلاً أصبح استكثار الأصدقاء عند الفيسبوكيين أمراً أقرب إلى المهزلة منه إلى أي شيء آخر، فقد وقر في ذهن البعض أن عدد الأصدقاء على الفيسبوك هو مؤشر على نوع من التميز، فكلما زاد عدد الأصدقاء عند أحدهم، كلما شعر صاحب الصفحة بأهمية أكثر، دون أن ينتبه إلى أن المستفيد الوحيد من هذا العدد هو شركة الفيس بوك نفسها، وليس أي أحد آخر. ومع كامل الاحترام للأصدقاء الخلّص الذين يساهمون بالتواصل معك على صفحتك سواء بالنقد الإيجابي أو السلبي - لا فرق - فذلك مؤشر على أنهم بالفعل أصدقاؤك الذين لا ينسونك مع مرور الزمن، وتقلب الأيام، أما الكثرة الغالبة ممن تعتبرهم أصدقاء، فهم للأسف مجرد عدد يتباهى به من يتباهى، لكنني لا يمكن أن أقتنع أن اسماً ما في قائمة أصدقائي هو صديق بالفعل ما لم يثبت أنه صديق، فالصداقة ليست مرتبة شرفية تخلعها على من تشاء لكي يصبح صديقاً،،، الصديق الحقيقي هو من يتفاعل معك، فيشعرك أنه بقربك حتى وإن نأت المسافات، فبعدت الشقة، وتطاول العهد.
 ونظراً لأنني - للأسف هنا فقط - قد تخلقت بخلق حسن يمنعني من الإقدام على حذف اسم أي صديق طلب صداقتي، وذلك احتراماً مني لمشاعره، ولأن هذا يعتبر من باب قلة الأدب وضعف الشخصية - في رأيي على الأقل - ، لكن إن كان هناك أي أحد من أصدقائي يشعر بثقل ظلي عليه، وأنني عدد مكمل في قائمة أصدقائه، وأنا لا أقبل لنفسي بذلك، فأرجو من هذا الصديق أن يتكرم عليّ برفع اسمي من قائمته، واعداً إياه أنني لن أعتب عليه أو أتذمر من فعلته، لأنه بهذا يكون قد خدمني خدمة العمر، أنه أزاح عن قلبي وذهني خديعة أنني أملك من الأصدقاء المزيفين أضعاف ما كان يملك قارون من كنوز. 
فضلاً: لا يعتبن أحد علي، فصراحتي قاتلة وقحة في بعض الأحيان.

No comments: