استعمار: سواء شرق أم غرب

هل يعيد التاريخ نفسه لأن الجغرافيا واحدة؟.

في العصر الاستعماري، عندما كانت السيطرة بيد الدولتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا، خاضت كلتا الدولتين حروبهما بدماء شعوب مستعمراتهما، فبريطانيا كانت تحارب بدماء الهنود والاستراليين والنيوزيلانديين وباقي سكان المستعمرات البريطانية، وفرنسا كانت تحارب بدماء الجزائريين والمغاربة والسنغال وباقي سكان المستعمرات الفرنسية، ومع بداية كل حرب كانت هاتان الدولتان تعدان تلك الشعوب المستعمرة بالاستقلال بعد نهاية الحرب مكافأة لها لأنها قاتلت إلى جانبها، لكن الخيبة كانت تصيب تلك الشعوب بسبب كذب المستعمرين.

هذه الأيام يعيد التاريخ نفسه عندما تطالب دول الغرب العرب بمحاربة داعش في الشام والعراق بدماء السنة من الجيش الحر، أو الجيشين المصري والسعودي، لكي تبعد دول أوربا وأمريكا الإرهاب! عن شعوبها.

هو الغرب المستعمر ذاته، ويلحق به هذه الأيام استعمار الشرق الروسي، فلا أدري كيف نسي المسلمون أن جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية احتلتها روسيا القيصرية، وورثها الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا الآن بنفوذها المطلق في تلك البلدان.

هو التاريخ يعيد نفسه دائماً، ليس فقط لأن الجغرافيا واحدة، بل لأن الجشع سيد الأخلاق أيضاً.

--