Sunday, February 17, 2013

لحراس الأقصى وسدنته كل الاحترام



    القدس، هي أرض أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى، وهو من حض الرسول ص في حديثه الشريف على زيارته، وقرنه بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة،،، القدس هي واحدة من أهم بقاع العالم الإسلامي لاحتضانها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وواحدة من أهم بقاع العالم المسيحي لاحتضانها المواقع المقدسة عند إخواننا المسيحيين ككنيسة المهد وكنيسة القيامة وغيرها من المواقع.
    وزيارة المسجد الأقصى المبارك واحدة من النعم التي يمن بها الله تعالى على عباده المسلمين، وقد كنت لحسن حظي منهم، فقد من الله تعالى عليَّ بزيارتها ثلاث مرات ، في كل مرة كنت أرى الموقع بعيون جديدة، وبقلب جديد واجف خاشع،،، تبهرك ساحة الحرم القدسي باتساعها ورحابتها، فبعد عبورك الباب الرئيسي بعد أن تكون قد حشرت بين جانبي السوق القديم، ينفرج صدرك، وتتفتح رئتاك لاستنشاق الهواء  العليل للساحة الفسيحة، وتتكحل عيناك برؤية القبة الذهبية الرائعة، والمبنى المضلع بجدرانه الزرقاء اللون، المحلاة بزخارف هي عبارة عن آيات قرآنية كريمة،،، تدهشك نظافة المكان، فتدرك عظمة جهد الرجال الذين يقومون على خدمة المكان، ذلك الجهد الذي تلمسه منذ دخولك البوابة الرئيسية حيث يتأكد الحراس من ديانتك وسلامة ما تحمله من أمتعة، ومن توفر الملابس اللائقة بالمكان بالنسبة للنساء،،، يموج المكان بالزوار، بعضهم يدخل من بوابات خاصة بالأجانب، جاؤوا من كل حدب وصوب لزيارة المكان. داخل المسجد الأقصى ترى خدامه وحراسه في جميع زواياه، يواظبون على حراسته ويجهدون في جعل زيارة الأقصى تجربة مريحة ممتعة.
    مما لا شك فيه - كما أسلفت – أن طاقم القائمين على خدمة الحرم القدسي يؤدي عملاً رائعاً يشكر عليه، لكن بما أن الكمال لله تعالى، وبما أن النصيحة واجبة على المسلم تجاه أخيه المسلم، لا أرى بداً من إبداء بعض الملاحظات، تلك التي أرى أنها تحسن في خدمة الحرم القدسي الشريف، وذلك بناء على المثل الذهبي القائل (صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك)، وهي بدايةً اجتهادٌ شخصي ربما يخطيء وربما يصيب، لكن عذره أنه قصد النصيحة:

1-  للأماكن الأثرية نكهة تأتي من أعماق التاريخ حاملة معها صوره وأجواءه، وعندما تدخل مظاهر التكنولوجيا الحديثة إليه بعشوائية بغيضة، تفسد تلك النكهة، وتتشوه تلك الصور، فعلى جدران الحرم وأقواسه التاريخية تتمدد أسلاك الكهرباء ومكبرات الصوت (الصورة المرفقة) التي تشوه ولا شك الطابع التاريخي الذي يجب أن يُحافظ عليه تأكيداً لقيمته المعمارية، ووفاء لمن بناه، وبإمكان مهندسي الحرم المحترمين تمديد هذه الأسلاك ومكبرات الصوت بشكل مخفي لا يظهر للعيان، وهم بالتأكيد لا يعدمون الوسيلة للقيام بذلك، إذ يمكن تمديد الأسلاك من فوق الأقواس وليس بينها، كما يمكن وضع مكبرات الصوت في تيجان مصنوعة من الفخار أو الجص. هذا المقترح لا يلغي الجهد العظيم الذي يقوم به المهندسون في خدمة الأقصى.
2-  لم يدخر مسؤولو المسجد جهداً في وضع اللافتات التنبيهية والإرشادية المتعلقة بالنظافة ومنع التسول، لكن إذا تمت الاستجابة للمطلب الأول، فإن الثاني – التسول – لا تتم مراعاته، فيلاحظ وجود متسولين ومتسولات داخل الحرم، ومع تعاطفنا مع الفقراء، وتقديرنا للعوز والحاجة التي دفعتهم إلى التسول، إلا أنه من الضروري متابعة تنفيذ ما حملته الإعلانات الموجودة، ونجد أنفسنا بين أمرين: إما الحزم في منع التسول، أو إزالة تلك اليافطات لأنه لا تتم متابعة تنفيذها من جهة، ولأن المتسولين لا يتقيدون بها من جهة ثانية. هو اتساق مع الذات لا أكثر.

3-  لا يسيء لحرمة المقدسات سوى عبث الأطفال، ومع أنه يحدث ببراءة وعن غير قصد، إلا أنه يجب وقفه وعدم جواز السماح باستمراره، فهل يعقل أن يلعب الأطفال الطميمة، فيختبئون في زوايا المكان، أو يلعبون كرة القدم،،، يجرون خلفها مثيرين ضوضاء وشغباً لا يليق بالحرم الشريف؟، فالحزم في مثل هذه الأمور واجب للحفاظ على قداسة المكان.
الملاحظات السابقة لا تنتقص من جهد حراس الأقصى والقائمين على خدمته، فهم أفضل منا بآلاف المرات لأنهم ينوبون عن ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها  في خدمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.      

No comments: