Monday, February 18, 2008

قمة ، أم – عفواً جزيلاً – ، قمامة ؟
( مقالة بذيئة )

لفظة ( قمة ) تعني دائماً الاتجاه إلى الأعلى ، فجميع القمم تقع فوق ، باستثناء قمة واحدة تتجه إلى الأسفل هي : قمة المأساة

في يوم 27 سبتمبر من عام 1970 عقدت آخر قمة عربية شريفة محترمة .كانت قمة طارئة ، وكان هدفها إطفاء النار التي اشتعلت في الأردن بين الفلسطينيين والأردنيين ، ونجحت في ذلك بفضل روح الزعيم ، لكنها شهدت في ختامها مصيبة فقدِ الأمة زعيمها الراحل جمال عبد الناصر ، والقمم العربية الخمس التي سبقت تلك القمة الطارئة كانت تنعقد للتباحث حول التصدي لأطماع إسرائيل في المنطقة العربية ، والعمل على تحقيق تنسيق عربي يضمن استرداد الحقوق المغتصبة ، أما المؤتمرات التي تلت تلك القمة الطارئة ، فكانت – وما زالت – تنعقد للتباحث حول استجداء السلام من إسرائيل ، والتضييق على كل من ينادي بتحرير الأرض والكرامة من الامتهان الذي تتعرض له ليل نهار ، كما حفلت هذه المؤتمرات بطرح مشاريع الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية في فلسطين ، وأكدت على تجنب اللجوء إلى استخدام القوة مهما بلغ تعنت العدو ، وكلما تقدم العرب في طرحهم السلمي ، تمادت إسرائيل في تعنتها ورفضها كل المشاريع والمقترحات العربية الجبانة ، والأمر بديهي : فإذا كانت قيادات العرب قد طرحت الخيار المسلح جانباً ، فمن الطبيعي أن تطرح إسرائيل الخيار السلمي جانباً أيضاً ، فلماذا تعطي العرب شيئاً ، أي شيء ، ومنذا الذي سيلزمها بذلك ؟ : مجلس الأمن الدولي الذي أصبح مكتباً ملحقاً بالخارجية الأمريكية ؟ ، أم القانون الدولي الذي يبيح القضاء على بلد وشعبه بالقوة المسلحة ثم يعدم رئيسه ؟ ، أم المجتمع الدولي الذي يقفل الأفواه ويصم الآذان ويغمض الأعين عن جرائم لم يحدث مثيل لها من قبل على يد الفايكنغ والمغول والنازيين، بينما يصرخ ويندب ويلطم الخدود لو جرح طفل في مستوطنة في أراضي الغير؟ . أم حرية الرأي التي تسجن كل من يشكك في المحرقة اليهودية،وتصفق لكل من يسيء إلى أنبياء وأديان الآخرين؟ لماذا تستجيب إسرائيل لمجموعة من الجبناء الرعاديد ، الذين يفتحون السجون ويقفلون المدارس والجامعات، ويسرقون أقوات شعوبهم ليودعوها في البنوك الصهيونية ، ويشترون الأسلحة الفاسدة التي لا تستخدم فتصدأ وتلقى في ساحات الخردة ، لكي يُشترى غيرها وتدخل عمولاتها في حساباتهم المتخمة بالمال الحرام؟

القمة القادمة في شهر مارس المقبل : ماذا نتوقع منها أن تكون سوى قمة للقمامة العربية التي تتربع على رؤوس الشعوب الخانعة المستسلمة ، وخاصة على رؤوس النخبة المثقفة التي باع قسم منها نفسه بثمن بخس ، وقسم آخر سكنه الخوف فشل لسانه وارتجفت يداه فسقط قلمه ، وعسكريون حنثوا بقسمهم العسكري ، فالتفتوا إلى بناء المزارع وإنشاء الشركات
ماذا تتوقع شعوب خانعة مسكينة مستكينة من ( قمة المأساة ) القادمة سوى أن تُباع وتشترى كالعبيد ، وُيقَرَّرُ مصيرها بأيدي حفنة من الجبناء الرعاديد والمتخلفين الجهلة الذين يجيدون طرح مشاريع الاستسلام والخنوع أكثر من إجادتهم القراءة والكتابة

متوسطو الذكاء يستطيعون منذ الآن توقع ما سوف يرد في البيان الختامي لقمة القمامة القادمة ، فالتكرار يعلم الحمار ، والحمار العربي الذي عاصر جميع القمم قد فهم كل ما يدور في ذهن راكبه ، فالراكب يا صديقي ليس أذكى من المركوب

No comments: