Friday, October 19, 2007

نظرية ؟ ؟ . . لا بل قانون المؤامرة

المؤامرة : تخطيط في الخفاء ، وتدبير للأمور بعيداً عن أعين الرقباء ، بغية تحقيق هدف لا يحوز على رضى أطراف أخرى تتضرر مصلحتها بتحقيقه . إذاً المؤامرة أمر واقع ، تبدو نتائجه ظاهرة للعيان ، دون أن يتطلب ذلك بالضرورة انكشاف الإجراءات التي أوصلت إليها ، أو التعليقات دارت حولها وعليها . كل ما حولنا من ضياع الديار وفقدان الحقوق وفساد الذمم وخراب البيوت ، لا بد ناتج عن مؤامرة ، لا بل عن مؤامرات متعددة تعدد المستفيدين منها ، ومع ذلك يتسلح بعضنا " بالعقلية العلمية ! " عندما يرفضون " نظرية المؤامرة " ويعتبرونها ضرباً من الخيال ، ومجرد نوع من القيل والقال . ولكن ، إذا كانت المؤامرة غير موجودة ، فماذا نسمي : نمو الورم السرطاني في قلب الأرض العربية ، وضياع فلسطين والمسجد الأقصى واستهجان الحق في الدعوة إلى الوحدة العربية ، والاستهزاء من مقولة القضاء على إسرائيل ، بل ومحاربة الذين يدعون إليهما ( الوحدة والقضاء على إسرائيل ) ، وإزالة دولة عربية عن الخارطة السياسية ، وتقتيل وتهجير الملايين من أبناء شعبها ، وتقديس الحدود العربية - العربية بل والصراع عليها ، وانتهاك وسحق حقوق الإنسان العربي ، واغتيال الديمقراطية بتزوير الانتخابات النيابية ، واحتكار السلطة ، والتعلق بأذيال العولمة ، والخصخصة ببيع ممتلكات الشعوب إلى لصوص محترفين ، والذيلية والتبعية للقوى الكبرى ، بل وحتى عجزنا المسؤول عن معظم فشلنا ، أليس بحد ذاته " مؤامرة " منّا علينا ؟ . هل هذه جميعها ، وغيرها الكثير الكثير من الكوارث المزمنة ، مجرد ظواهر طبيعية يجب ألاّ نشغل بالنا بها ؟ ، أم هي حركة التاريخ المنطقية ! التي يجب أن نطأطىء رؤوسنا احتراماً لهيبتها وخوفاً من جبروتها ؟ إذا كان كل ذلك أمر طبيعي وليس نتاج مؤامرات ، فلماذا لا نطالب مجامع اللغة العربية ، المسؤولة عن صحة ما نتفوه به من كلمات ، وما نستعمله من عبارات ومصطلحات ، بأن تتكرم مشكورة بإلغاء كلمة ( مؤامرة ) من القاموس ، حتى نستريح من هذا الكابوس " الذي نحمِّلُه دائماً مسؤولية عجزنا وفشلنا المزمن !" - حسب رأي أعداء نظرية ( المؤامرة ) - ، وبهذا تنجح هذه المؤامرة - مع مجامع اللغة العربية - في القضاء على لفظة ( المؤامرة ) ، فتتحسن الأحوال ، وتكثر الأموال ، ونعيش في أهديء بال ،وننام ونحن نغني ( طوِّل بالله عليك يا ليل ) ! ! ! .

No comments: