Saturday, October 6, 2007

كََذِبُ الرئيسِ ... وخرابُ البصرة


قبل يومين وقفت العدّاءة الأمريكية ( مارينو جونز ) بشجاعة أمام عدسات الصحفيين لكي تعلن أنها كانت قد تعاطت مادة منشطة ممنوعة قانونياً ، وذلك قبل اشتراكها في سباقات الجري في أولمبياد سيدني ، والتي أحرزت فيها خمس ميداليات ذهبية واثنتين برونزيتين ، وتحملت المسؤولية كاملة عن هذا الأمر ، واعتذرت من مدربها وجمهورها وعائلتها ، وأسفت بالخصوص لأنها كذبت وهي تحت اليمين القانونية ، وبرأت الجميع من مسؤولية الكذب إلا نفسها. حتى الآن هذا الكلام لا غرابة فيه ، لكن الغريب أن الرئيس قد أسف لهذه التصريحات والاعترافات ، خاصة ما يتعلق باعتذارها عن أنها كذبت تحت القسم ، لكن ربما كان أحد المساعدين نبيهاً ، فنبه الرئيس إلى موضوع الكذب ، فتلعثم الرئيس أمام الصحفيين ، تحسس رأسه ، ثم – ولكي يداري خيبته - قال بأنه يأسف بالخصوص لأن هذا العمل – تعاطي المنشطات – قد يكون له أثر سلبي على سمعة الرياضيين الأمريكيين ، بعدها سارع إلى الانسحاب من أمام الصحفيين على عجل . دعوة مخلصة وجادة للصحفيين الذين حضروا تصريحات ( مارينو جونز) ، أن يدعوا إلى مؤتمر صحفي مماثل مع الرئيس - بعد أن يغادر منصبه بالسلامة – لكي يسمعوا منه اعتذاراته عن الأكاذيب التي لفقها من أجل تبرير غزو وتدمير بلد لم يُعرف عنه أنه قتل أحداً من مواطني الرئيس . يومها سيقول الرئيس بأنه هو وحده المسؤول عن سلسلة الأكاذيب التي ساقها لتبرير الغزو ، وأنه لا علاقة لوزرائه – الذين سقطوا واحداً بعد الآخر وخرجوا من ملعب التاريخ إلى مزبلته - ولا علاقة للسيد الوالد ، ولا للسيدة الوالدة ، ولا للسيدة الأولى ، ولا للابنة ، حتى ولا لكلبته المدللة ، لا علاقة لهم جميعاً بأي دور في تلفيق تلك الأكاذيب . سيعترف الرئيس بأنه هو وحده الذي كذب وكذب وكذب ، وسيعتذر عن ذلك على كل موجات البث العاملة ، وعلى صدر جميع الصحف ، وعلى شاشات التلفاز بجميع الألوان . ولكن ، إذا كان اعتراف اللاعبة الرياضية بالكذب واعتذارها عنه قد أعاد لها احترامها لذاتها ، فإن اعتراف الرئيس بكذبه لن يعيد له شيئاً من الاحترام ، كما لن يعيدَ أحداً من الأربعة آلاف جندي ، ولا دولاراً واحداً من مئات المليارات التي أُهْدِرَتْ ، ولا طفلاً واحداً من ملايين الأطفال الذين أزهقت أرواحهم . اعتذار الرئيس ربما كان سينفعه وينفعنا فقط ...قبل خراب البصرة.

No comments: