Tuesday, May 3, 2016

لغة عاجزة عن التوصيف الدقيق

مُذ وعيت، شغفت باللغة العربية شغفا مكنني من كتابة الشعر والقصة القصيرة والمقالة بها، وكنت أحسبها كافية وافية للتعبير عن الأحاسيس آلتي يشعر بها المرء، لكنني منذ بضع سنوات، وبعد الخراب الذي حل بالنفوس قبل الرؤوس، والدمار الذي حطم الإنسان قبل تحطيم البنيان، أدركت أن لغتنا العربية - تحت وطأة الأحداث - تقف عاجزة متهالكة أمام توصيف أخلاقيات وممارسات بضعة أزواج من الأحذية أخذت على عاتقها تدمير البشر والحجر في البلدان التي ائتمنهم الله على صيانتها. لكل ما ذكر:
١- من يستطيع إيجاد كلمات تصف سلوك شخص وصل إلى قمة السلطة، فاستعمل جيشه لتدمير من يفترض أنه رئيسهم: حقير؟، تافه؟، منحط؟، حيوان؟. أكيد تعجز اللغة العربية عن وصفه.
٢- رجل دين يأتمر عشرات الملايين بأمره، يرسل عصاباته المسلحة لكي تقتل شعبا بريئا كل ذنبه أنه يطلب العيش بكرامة. ما هي العبارات التي يمكن أن تصف هذا المعمم.؟.مستحيل توصيفه بالقطع.
٣- رئيس أكبر دولة عربية، يتبرع بجزيرتين من بلاده إلى دولة مجاورة، عمرها لا يتجاوز عمر رجل طاعن في السن. كيف تصف هذا العبيط الذي يقول أنه فعل ما فعل بناء على وثائق سرية في المخابرات العامة ووزارة الدفاع ووزارة الخارجية؟. لا وصف يليق بحقارته.
٤- رئيس انتهت صلاحيته حتى فاحت رائحته، كأكياس زبالة بيروت، ينسق أمنيا مع من يفترض أنه العدو ضد أبناء شعبه. هل من وصف؟، طبعا لا.
هذه أمثلة غيض من فيض على عجز لغتنا الجميلة عن التعبير عما يدور في أنفسنا، ويكاد يقفز على ألسنتنا، فخففوا يرحمكم الله من الاعتزاز بلغة ثبت عجزها عن التعبير عما يدور في خلد الناطقين بها.

No comments: