Wednesday, July 15, 2015

جمهوريات الموز العربية

ابن صديق لي يحمل وثيقة سفر لللاجئين الفلسطينيين، ورثها عن أبيه كما يرث علماء الآثار لعنة الفراعنة، وبعد سنوات من الشقاء على حدود بني يعرب، وفي دهاليز سفاراتهم ووزارات داخليتهم، منَّ الله على ذلك الابن أن أشفق عليه أبناء عمومته في جمهورية الدومينيكان المحترمة، فمنحوه جنسية بلدهم الكريم، وتمنوا له التوفيق في إقامته وعمله في إحدى جمهوريات الموز العربية. وعندما سألني هذا الصديق عما سيفعله في وثيقة سفره التي حملها، فجرَّت عليه المصائب والويلات من سفاهات العرب، قلت له: لو كنت مكانك، لقطعت هذه الوثيقة إرباً إرباً، ووضعتها في مظروف، وأرسلتها إلى وزارة داخلية الدولة التي أصدرتها، ولا تعترف بصلاحيتها للعودة إلى البلد الذي أصدرها، وأكتب على الغلاف: هذه بضاعتكم النتنة رُدَّت إليكم أيها الجرذان، علها تشعركم بشيء مما أنتم فيه من اللؤم والتفاهة والسخف.
بالمناسبة: اسم جمهورية الموز العربية، التي تصدر وثيقة لا تعترف هي نفسها بصلاحيتها، مؤلف من ثلاثة أحرف، الحرف الثاني منها اسم سورة وردت في القرآن الكريم، ولنعتبر هذه من فوازير رمضان.
لا ننسى أخيراً أن نتقدم - كفلسطينيين - بالشكر إلى إخوتنا الدومينيكانيين والكنديين والسويديين والتشيليين وغيرهم من كفار! العالم، بالشكر الجزيل، والامتنان الكبير، على حسن استقبالهم إخوانهم من اللاجئين الفلسطينيين، ومنحهم جنسيات بلدانهم العظيمة، وتخليصهم من براثن العربان، أفاعي الصحاري والجبال والوديان.

No comments: