Tuesday, September 2, 2014

صديقي صاحب الكيف، ومقامة التكييف

صديقي صاحب الكيف، ومقامة التكييف 
بدون مقدمات سألني:
-        هل تعرف من هو المتسبب في أزمة الكهرباء في مصر؟.
-        قلت واضحة: واحد من اثنين:إما مرسي وإما السيسي، ولا ثالث لهما.
-        قال: لا هذا ولا ذاك.
-     قلت: يا رجل، أليسا هما الوحيدين اللذين تلوك سمعتهما ألسنة الناس هذه الأيام، ويحملونهما مسؤولية أزمة الكهرباء، وانقطاع الوقود والماء، بل وجميع أزمات الصيف والشتاء؟.
-   قال: وما أهمية ألسنة الناس؟، فهي تلوك سمعة بعضها، وهي تقسم بالأيمان المغلظة وتنقضها، وإلى جانب قول السوء طولاً وعرضاً، فألسنتهم تلوك العلكة والحشيشة أيضاً.
-        قلت: هذا ما عندي يا عزيزي، فهل عندك غير مرسي والسيسي؟.
-       قال: نعم، إنه مستر "ويليس كاريير" مخترع التكييف.
- قلت: وما علاقة "كاريير" واختراع المكيفات، بالعجز الحاصل في توليد  الميغاواطات؟.
-    قال: عندما بنت الدولة المصرية السد العالي في عقد الستينيات، كانت عندها أولى الأولويات: توليد الكثير من الكهرباء، وتفادي أخطار فيضان الماء، وكانت كمية الكهرباء المتوقع توليدها في ذلك الأوان، تكفي مصر لما بعد قرنين من الزمان، كما كان متوقعاً أن تستفيد مصر من الكميات الفائضة من هذه الطاقة، بفكرة مبدعة خلاقة، وذلك بتخزينها في بطاريات كبيرة قوية، ثم تصديرها إلى دول الجوار الأفريقية، التي ما تزال تعيش حتى الآن على ضوء الكاز، والتي كانت وما زالت أفقر دول العالم بامتياز، ولم تأخذ السلطات المصرية حينها بعين الاعتبار، دخول مكيفات الكهرباء ذات الاستهلاك العالي للتيار، إذ لم تكن في مصر في تلك الأيام سوى المراوح الكهربائية في بيوت الموسرين الأغنياء، ومراوح القش في أيدي الغلابى الفقراء، وباختصار: مخترع المكيفات هو المسؤول عن أزمة الكهرباء في تلك الديار.
-        قلت: انسَ المسؤول لو سمحت، واذهب إلى الحل إن أردت. ما هو الحل في رأيك للقضاء على أزمة الطاقة المصرية، يا صاحب الأفكار الجهنمية؟.
-      قال: الحل هو أن تعيد الدولة المصرية تصدير هذه المكيفات إلى خارج البلاد، فلا يبقى في مصر أي واحد منها في أيدي العباد، وتستورد بدلاًعنها مراوح كهربائية للقادرين، ومراوح قش للبائسين، لا فرق: من الهند أو من الصين، وبذلك ينخفض استهلاك الكهرباء ويُقضى على أزمتها، ويعود إلى الحياة المصرية من جديد رونقها وبهجتها.
-        قلت: وشتاء وصيفاً، كيف سيعيش المصريون؟، وماذا هم فاعلون؟..
-   قال: بسيطة: يعودون إلى أسلوب أجدادنا في العيش، ويفعلون كما كانت تفعل قريش، يسافرون في رحلتي الشتاء والصيف: في الشتاء يسافر جميع المصريين إلى أسوان حيث الهدوء والطقس الدافيء الجميل، وفي الصيف يسافر جميع المصريين إلى الاسكندرية والساحل الشمالي غربها، حيث المرح الأصيل، والطقس المعتدل ذو الهواء العليل،(مع تفادي الذهاب إلى ساحل سيناء الشمالي، إذ أنه بحسب معاهدة كامب ديفيد، فإن إعمار واستقرار المصريين فيها ممنوع عليهم، باستثناء الإرهابيين منهم، فإنها منهم وإليهم ). 
-        قلت: وماذا عن عجلة الإنتاج؟.
-  قال وهو يشعل سيجارة ملغومة: هذه "العجلة" لا يحبها العربان، لأنها في رأيهم،،،،،،،،،،،،،،،،، مسٌّ من الشيطان.
هكذا وبكل بساطة، حل صديقي صاحب الكيف أزمة مصر في الكهرباء، سواء في أيام الصيف أو في أوقات الشتاء.                                                                

No comments: