Monday, August 11, 2014

مقاول الأنفاق


آخر إبداعات جاري الحشاش أنه تحول إلى مقاول:
أخذ نفساً عميقاً وقال بشيء من المباهاة:
-        والله معروض عليّ إنشاء شركة مقاولات، والزبون جاهز، وأول مشروع جاهز بين يديه للتوقيع، وبدون دفع أية عمولة.
-        قلت: أي نوع من المقاولات عندك فيه خبرة، وأنا لا أعرف عنك سوى الخبرة في أنواع الكيف؟.
-        قال: العمل الجديد لا يحتاج إلى خبرة، بل إلى أدوات حفر.
-        - قلت العمل في المقاولات يحتاج إلى معدات وعمال ومهندسين، إلا إذا كان عندك مشروع لا يحتاج لشيء من ذلك.
-        قال: بالضبط. باختصار، عندي مشروع مع الجيش الإسرائيلي.
-        وقبل أن أقول له: يخرب بيتك، تتعامل مع العدو، أردف قائلاً:
-        بما أن الجيش الإسرائيلي فشل في دخول قطاع غزة رغم حشده الهائل من المعدات والدبابات والمدفعية، وبما أن المقاومة استطاعت عبر الأنفاق دخول الأراضي المحتلة، والقيام بعمليات خلف خطوط العدو، لذا قررت قيادة الجيش الإسرائيلي حفر أنفاق تحت الأرض من الأراضي المحتلة إلى غزة، فإن كانوا لم ينجحوا بالهجوم من فوق الأرض، فربما ينجحون فيه عبر الأنفاق.   
- قلت له: إخص عليك، تتعامل مع العدو، وتسهل له دخول غزة؟. ثم هل لديك مخطط للمشروع؟، مثلاً اتجاه الأنفاق وأعماقها وأطوالها؟.
-        قال: بالطبع، فقد وضعت مع بعض المهندسين تفصيلاً متكاملاً للمشروع: فاتجاه الأنفاق هو من الشرق إلى الغرب، وعمقها عشرون متراً، وطولها عشرون كيلومتراً.
-        قلت له: يا غبي، عرض قطاع غزة عشرة كيلومترات، فإذا كان طول النفق عشرين كيلومتراً، فذلك يعني أنه سوف ينتهي تحت مياه البحر المتوسط. 
- قال: يا غشيم، هل نسيت شعارنا القائل أننا سوف نلقي اليهود في البحر.

- قلت: والله غلبتني يا أذكى حشاش عرفته.

No comments: