Thursday, July 4, 2013

رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ

 


رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ
لا يمكن إثبات نجاح أو فشل جماعة أو حزب إلا بوصوله إلى السلطة، ففشل حركة الإخوان المسلمين لم يكن ليظهر لولا وصولهم إلى حكم مصر، وربما كان من حسن طالع الشعب المصري أن وصل الإخوان إلى السلطة، ففشلوا فيها، فاستراح منهم الشعب. فالثمانين سنة التي لهث خلالها الإخوان المسلمون وراء السلطة، ووعدوا الشعب المصري بالسمن والعسل، تبخرت في سنة واحدة، ولو لم يصلوا إلى السلطة، لبقي سعيهم إليها حثيثاً، ولكن الله سلم، فوصلوا إليها، ففشلوا فيها، وربما يكون هذا إيذاناً بخروجهم من المشهد السياسي، ليس على مستوى الساحة المصرية فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي أيضاً، وكنت قد كتبت سابقاً فقلت: رب ضارة نافعة، إذ تضرر الإخوان المسلمون بما قدمته أيديهم، وانتفعت مصر بتخلصها منهم.
أما في سوريا، فالمشهد مختلف،إذ سقط حزب البعث سقوطاً مشيناً في امتحان مادتي القومية والسلطة، لكن بما أنه كان قد تنكر للأولى - القومية - واستولى على الثانية - الدولة -،  بما فيها الجيش، عبر خمسين عاماً من الاضطهاد والقمع، فها هو يدمر البلاد والعباد، رافضاً ترك الحكم حتى ولو أفنى الشعب السوري كله، حاملاً شعار (الأسد أو نحرق البلد)، وبالفعل، فقد وفى الجيش الطائفي بوعده، فأحرق البلد، وضاعت هيبة الأسد.

No comments: