Friday, January 25, 2013

هل نستحق الديمقراطية



رغم تضحياتها الجسيمة، تأبى شعوب العالم الثالث، وفي مقدمتها الشعوب العربية، إلا أن تثبت أنها لا تستحق النظام الديمقراطي، مثبتة بشكل لا يدع مجالاً للشك رأي حكامها الديكتاتوريين فيها، والمتابع لتطورات الحياة السياسية المصرية بعد عامين من سقوط نظام حسني مبارك، يرى بصورة واضحة أن القوى اليسارية والعلمانية والقومية لم تستطع تقبل نتائج صناديق الانتخاب والاقتراع، فسواء كنت مع الإخوان المسلمين أم ضدهم، فإن مشهد تحفيز الجماهير على الخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد نظام – شئنا أم أبينا – جاء نتيجة انتخابات لم تشبها شائبة التزوير كما كان الحال عليه أيام السادات ومبارك، ولا يدرك المرء سبب انخداع شخصيات وطنية كحمدين صباحي ومصطفى بكري وعبد الحليم قنديل وغيرهم، انخداعهم بدعاوي شخصيات تافهة كعمرو موسى، أحد أعمدة نظام المخلوع مبارك، ومحمد البرادعي، المشبوه في خضوعه للإملاءات الأمريكية، ولا يعرف المرء سبب جهل هؤلاء بحتمية اندساس الآلاف من أعوان نظام مبارك مبارك بين المتظاهرين وتشويههم صورة التظاهر السلمي، ولو اتبع هؤلاء سيرة عبد المنعم أبو الفتوح ولجأوا إلى الصراع سياسياً مع النظام الذي يعارضونه لكان خيراً لهم. إذا كان التطرف الإسلامي يعني تصحيح صورة مصر في أذهان العالم من أنها بلاد الأهرامات وأبي الهول والنيل، بعد أن صورها إعلام الأربعين سنة الماضية على أنها بلاد الدعارة والمخدرات، فأهلاً وسهلاً بالتطرف.
ما يجري حالياً في مصر لا يفرح سوى الجار الإسرائيلي اللدود، وأعوان نظام مبارك، وما تبقى من الديكتاتوريين العرب وفي مقدمتهم بشار الجبان، قاتل الأطفال والنساء والشيوخ، مدمر المدن والقرى على رؤوس أصحابها.

No comments: