Monday, July 25, 2016

الفارسيون سبقوا الفرنسيين

يخطيء من يعتقد أن الوعي القومي قد بدأ مع قيام ثورة 14 تموز / يوليو الفرنسية عام 1789، كما درج على تأكيده المؤرخون والسياسيون، ولكنني أرى أن الفرس قد سبقوا الفرنسيين إلى إثارة النزعة القومية، والتي عرفت بـ (الشعوبية)، بما لا يقل عن ألف سنة أو يزيد، وذلك عندما اغتال أحدهم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عام 644 م، انتقاماً منه لتدميره عرش كسرى أنو شروان عقب موقعتي القادسية والنهوند، وقد استمر الفرس في تشبثهم بقوميتهم المعادية للعرب، ولم يكونوا قد تشيعوا بعد، إلى أن استغلوا الفرقة العربية والتناحر بين بني أمية وبني العباس، لكي يساندوا العباسيين ضد الأمويين عن طريق أبي مسلم الخراساني، عصب التمرد، والذي قاد الثورة على الأمويين من بلاد فارس، إلى أن أسقط دولتهم عام 132 هـ / 750 م بعد أن عمّرت تسعين سنة، امتدت الدولة الإسلامية خلالها من حدود الصين إلى إسبانيا، ثم تسلل الفرس إلى صلب الدولة العباسية عن طريق تزويج بناتهم من الخلفاء، ومنهم هارون الرشيد، الذي في عهده علا شأن البرامكة الفرس وتعاظم نفوذهم في قصره إلى أن تمكن من القضاء عليهم فيما عرف في التاريخ بـ (نكبة البرامكة)، لكن النفوذ الفارسي عاد ثانية في عهد المأمون، ابن الفارسية "مراجل"، بعد أن نازع المُلكَ أخاه الأمين، ابن العربية "زبيدة بنت جعفر بن المنصور" ، وقتله وتولى هو الملك.
إنه الصراع العربي - العربي الأزلي الذي من خلاله ينفِّذُ أعداؤهم المؤامرات ضدهم، والمذهل في الأمر أنها تنفذ بأيديهم هم، فهل من يعتبر؟..


No comments: