Monday, August 10, 2015

حديث إرضاع الكبير

يعجب المرء كيف يصل، خاصة إذا كان رجل دين، إلى حد إباحة الحرام المطلق بفتوى يطلق عليها (شرعية)، فما أثارته فتوى الدكتور عزت عطية حول إرضاع الكبير هي أنصع الأمثلة على التلاعب بالحديث الشريف إلى درجة جعله أضحوكة في أعين المتربصين به من أعداء الإسلام. وأصل الحديث هو ما ورد عن الرسول ص من أمرٍ لزوجة الصحابي حذيفة (رض) بإرضاع من كانت قد تبنته وهو صغير، وبعد إلغاء التبني، وخشية أن ترتكب حرماً بدخوله كرجل عليها، قال لها الرسول ص (أرضعيه يحرم عليك)، فهذا الحديث الشريف ورد في حالة خاصة لم تتكرر.
وإذا صح أي حديث عن إرضاع الكبير، فالنقاش يدور هنا حول ما تدل عليه لفظة (الكبير) لغةً، فالكبير هو الذي زاد حجمه في أمر ما، كالعمر أو المال أو المنصب أو الجاه، وهنا لو صح الحديث، فانظر رعاك الله إلى حال امرأة مسكينة عندما ترضع إبناً لأحد الملوك أو الأمراء أو الأثرياء، فتصبح أماً لهذا الصغير بالرضاعة، وتخيل فتح الله عليك حجم الخير الذي سيصيب هذه المسكينة عندما يكون لها ولد من الرضاعة أبوه ملك أو أمير أو ثري، والمعروف أن العرب كانت تسترضع لأبنائها، ومنهم حليمة السعدية التي أرضعت النبي ص، فهل هناك أعظم من أن يكون لحليمة السعدية، البدوية الفقيرة، ابنا هو رسول للعالمين.
في المسائل الفقهية الإسلامية هناك أمور ينبغي أن نعمل العقل فيها، لأنها بدون ذلك تصبح نثراً من الكلام، خطؤه أكثر من صوابه.

No comments: