Tuesday, February 3, 2015

نحن الأغبياء

من الغريب العجيب ألا تربط الجماهير العربية ما جرى ويجري لمحاربة كل من ينادي بالإسلام الوسطي، ألا تربط ذلك بالوجود الإسرائيلي في هذه المنطقة، خاصة في سوريا ومصر. ففي ظل الحكم الدكتاتوري خلال عهدي الأسد الأول وأنور السادات وخلفائهما، وفي ظل فك الاشتباك وتحريم إطلاق النار في الجولان، واعتراف النظام المصري رسمياً بإسرائيل، تمكنت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية من إدخال عناصرها إلى مفاصل هذين النظامين، علاوة على استغلال الوضع الاقتصادي المتردي للسوريين والمصريين لتجنيد أعداد كبيرة منهم في خدمة الاستخبارات الإسرائيلية (أليس غريباً أنه لم يقبض في سوريا على أي جاسوس إسرائيلي على مدى نصف القرن الماضي، عندما حوكم الجاسوس كوهين وأعدم في دمشق عام 1965؟؟؟)، فافتعلت هذه الأجهزة أعمالاً إرهابية في كلي البلدين عزتها هذه الأنظمة إلى جماعة الإخوان المسلمين، فصدر في سوريا القانون رقم 49 للعام 1980، القاضي بإعدام كل من يثبت انتماؤه إلى جماعة الإخوان المسلمين، ثم صدرت الأوامر إلى الأجهزة العميلة للنظام وإسرائيل للقيام بعمليات تخريب واغتيال بررت للأسد تدمير مدينة حماة عام 1982 على رؤوس سكانها الأبرياء الذين قتل منهم الآلاف، ورغم كل ما نسب إلى جماعة الإخوان من عمليات تخريب واغتيال، لم يشهد السوريون أية محاكمة علنية (كمحاكمة كوهين عام 65) لأحد من الإخوان بتهمة محددة وسلاح مستخدم في الجريمة. افتراءات بارتكاب إعمال إرهابية، أحياناً تعزوها السلطات السورية للإخوان المسلمين لكي تبرر سحقهم، ومرة تعزوها للمخابرات العراقية لكي تبرر العداء ضد العراق، العمق الحقيقي والسند المكين والفضاء الاستراتيجي لسوريا. 
هذه الأيام يجري في مصر ما جرى في سوريا بالضبط، حيث تقوم جماعات استخباراتية خارجية بوضع عبوات ناسفة في أنحاء كثيرة من البلاد بهدف تحريض العامة على محاربة الإخوان المسلمين، ولتثبيت أركان الحكم العسكري الدكتاتوري، الذي يحارب الحركة الإسلامية في غزة ويصنفها - كإسرائيل تماماً - على أنها حركة إرهابية.
لا تلام إسرائيل على جميع ما تفعله بنا، فهي العدو، أما الذي يجب أن يلام فهو نحن الأغبياء الذين نصدق ادعاءات الحكام العرب،أعداء شعوبهم، وعملاء إسرائيل، 

No comments: