الفلسطينيون واليونان

الفلسطينيون واليونان

بما أن الروايات التاريخية تقول بأن الفلسطينيين شعب أتى إلى فلسطين من جزيرة كريت، وبما أن معاملة العرب للفلسطينيين منذ نكبة فلسطين إلى اليوم تقوم على هذا الأساس، أي أن الفلسطينيين ليسوا عرباً، وبما أن الحق في الوطن لا يسقط بالتقادم، أي أن مرور ثلاثة آلاف وستة وتسعين سنة على خروج الفلسطينيين من جزيرة كريت عام 1082 ق.م. لا يلغي حقهم في العودة إليها، لذا اقترح قيام قيادة فلسطينية واعية، ليس لها علاقة بمنظمة التحرير الفلسطينية بجميع فصائلها، ولا بفريق أوسلو، ولا بحماس والجهاد الإسلامي، ولا بالجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي، تعمل هذه القيادة الناشئة على التقدم بطلبات استرداد الجنسية اليونانية بشكل جماعي لللاجئين الفلسطينيين في الشتات كي يتمكنوا من العودة إلى وطنهم الأم جزيرة كريت اليونانية، مع وعد من هؤلاء الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين إن استطاع العرب الخائبون تحريرها – بعد عمر طويل -  من الإسرائيليين، هذا إن سمح العرب لهم بالعودة. طبعاً ستقوم قيامة العرب على هذه الفكرة، وسيتهمون كل من ينادي بها بأنه عميل للصهيونية والإمبريالية، يريد تهجير الفلسطينيين (عملياً يعني إنقاذهم من سطوة العرب)، خائن لقضية العرب المقدسة، قضية فلسطين، تلك التي داسها العرب بأرجلهم قبل أحذية جنودهم .

الراكب الجالس إلى جانبي أيقظني منبهاً إلى أنني كنت أهذي بكلمات لم يفهم معناها مثل (كريت)،(اليونان)،(فلسطين)،(عرب)،(أحذية). قلت له: (أنت لا تفهم ولن تفهم شيئاً مما هذيت)، وعدت مسرعاً إلى أحلامي كي أحصل على الجنسية اليونانية.

6 يونيو 2014