قبل ظهور النفط، اعتمد اقتصاد الدول العربية المطلة على الخليج على بعض التجارة وصيد الأسماك واستخراج اللؤلؤ، وفي النشاط الأخير، كان صاحب مركب صيد اللؤلؤ يستخدم من الغواصين أولئك الذين اشتهروا بالنفس العميق، حيث لم تكن أجهزة الغطس تستخدم آنذاك، فكان يستمر في العمل مع صاحب المركب من هو أعمق نفساً، أما من كان يفشل في ذلك فكان نصيبه الطرد من العمل.
وللتوسط في الأزمة السورية، بحث المهتمون في هذا الشأن عمن هو أطول نفساً، فأرسلت الجامعة العربية أولاً السوداني محمد الدابي كوسيط لحل الأزمة السورية، لكنه أثبت أنه لا يحسن السباحة، ناهيك عن الغوص، فاقترح بان كيمون إرسال كوفي عنان، زميله السابق، فتبين أن الرجل لا يرتاد الشواطيء إلا للاستجمام والتمتع بأشعة الشمس، فاقترح بعده الأخضر الإبراهيمي، وبعد محاولات فاشلة تبين للمراقبين أنه من مدينة قسنطينة الجزائرية التي تبعد عن ساحل المتوسط أكثر من 150 كم، وبالتالي فهو لم ير البحر إلا عندما كان يسافر بالطائرة، فطرده صاحب المركب، بان كيمون .
الآن يحاول السيد ديمستورا الغوص في القضية السورية، لكنه بدل أن يستخرج الأصداف التي يمكن أن تحتوي على اللؤلؤ الذي يريده المجتمع الدولي، صاحب المركب، فإنه حتى الآن لم يستخرج سوى أكوام من الحجارة، لذا فإن طرده من منصبه ربما كان وشيكاً.
شخصياً سمعت بأن مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري قد حصل على شهادة السكوبا دايفينغ، وبالتالي يمكن أن يغوص للبحث عن حل للقضية السورية سنوات وسنوات، دون أن يحاول صاحب المركب طرده، لأنه سيبقى يحاول ويحاول إلى أن يغادر آخر سوري الأراضي السورية، وبذلك تكون القضية السورية قد حلت من جذورها، ولا داعي لأي غواص آخر.
ختاماً: أرجو ألا يكون بان كيمون ضليعاً في اللغة العربية، فيقرأ هذا المقال، وبالتالي يلجأ إلى هذا الغواص المحترف.
هذه هي مأساة قضية الشعب السوري، فقد تحولت من قضية سياسية إنسانية، إلى كوميديا سوداء، أكثر سواداً من قلب بشار الأسد نفسه.
--
No comments:
Post a Comment