غزة مصر، مصر غزة
في حمى الصراع السياسي
المصري الداخلي على السلطة، على إخوتنا المصريين ألا ينساقوا بشكل أعمى وراء مواقف
الحكومة المصرية تجاه قطاع غزة، فقطاع غزة هو خط الدفاع الأول عن مصر، ففي
خمسينيات القرن الماضي، رعى نظام عبد الناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، وأثناء
العدوان الثلاثي على مصر عام56، ساهمت القوات المصرية المرابطة فيه، إلى جانب
المقاومة الفلسطينية، في تأخير تغلغل الإسرائيليين في سيناء، مما سمح بانسحاب منظم
للجيش المصري منها للمرابطة في قناة السويس للدفاع عنها ضد الإنزال الفرنسي
البريطاني.
وإلى إخوتنا
الأقباط المصريين: لقد مر المسيح عليه السلام مع أمه مريم العذراء من غزة أثناء
ذهابهم إلى مصر وإيابهم منها، وحيث مر المسيح عليه السلام فالأرض مقدسة، فعليكم
ألا ترضوا بإهانة سكان الأرض التي مر عليها سيدنا المسيح عليه السلام، كما أن لكم
إخوة مسيحيون فلسطينيون في قطاع غزة.
وإلى الذين يريدون
معرفة علاقة غزة بمصر، عليهم أن يشاهدوا الحلقة العاشرة من مسلسل (فرقة ناجي عطا
الله)، وهي متوفرة على اليوتيوب، ليروا كيف أن الأنفاق لا تستخدم لتهريب السلاح
والمخدرات كما يدعي البعض (الذين وصل بهم الأمر حد التهديد بقصف القطاع بالمدفعية
والطائرات)، بل تستخدم لإدخال الطعام والكساء لسكان القطاع، ولإدخال الأبطال
المصريين في طريقهم إلى تل ابيب، وكذلك ليعلموا كيف استقبل سكان القطاع إخوتهم المصريين،
وكيف رفض أبو طارق مبلغ الدولارات الذي قدمه له (ناجي بيه) مقابل إقامته مع فرقته
في البيت الفلسطيني. هل سيقول عادل إمام أنه كان يكذب عندما قام بتمثيل ذلك الدور؟،
لا أعتقد. على المصريين أن يدركوا أن هروبهم من بين فكي الضبع الإخواني، لا ينبغي
أن يلقي بهم بين أنياب النمر العسكري، أقول هذا لأن انتمائي المصري العروبي الناصري
يفرض عليّ قوله، ولا يزاودنَّ أحد عليَّ في حب مصر، ولا حتى جمال عبد الناصر نفسه.
الأنظمة والأشخاص والصراع
على السلطة جميعها إلى زوال، أما مصر وغزة، فباقيتان إلى الأبد.
19 يناير 2014
No comments:
Post a Comment